توقيت القاهرة المحلي 10:10:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لجنة الخمسين

  مصر اليوم -

لجنة الخمسين

بقلم - عمرو الشوبكي

شهدت لجنة الخمسين نقاشات حية حول العديد من القضايا المتعلقة بدستور 2014، وهناك عدد من المواد ظلت محل خلاف داخل أعضاء اللجنة ولم تحسم إلا بفارق صوت أو صوتين فى التصويت النهائى.

والحقيقة أن كثيرا من الانتقادات التى وجهت لأداء اللجنة لم يكن لها علاقة بالواقع ويمكن وصفها بالخيالية، حتى بدت تتحدث عن لجنة أخرى ودستور آخر.

ولعل اللافت أن بعض المواد التى كانت محل جدل داخل اللجنة ورفضها الكثيرون بل تمنى البعض تغييرها لم تكن ضمن المواد المقترح تغييرها حاليا، وذلك لسبب بسيط أنها لا تحترم ولا تطبق وتركت مجرد حبر على ورق كما جرت العادة مع دساتيرنا (فى مجملها كانت ممتازة ومشكلتها أنه لا تطبق).

والحقيقة أن أهمية لجنة الخمسين أنها ضمت كل الأطياف المهنية والسياسية داخل المجتمع المصرى، وممثلين عن النقابات ورؤساء كل الأحزاب السياسية الرئيسية (ما عدا حزب الإخوان)، وغير صحيح أن أغلب أعضائها أو حتى جزءا كبيرا منهم من النشطاء أو الثوريين (يمكن وصف اثنين من أعضائها بهذا الوصف)، بل يمكن القول إن أحد الانتقادات التى يمكن أن توجه لها أنها لم تضم ممثلين عن التيار الثورى والحقوقى.

لقد رأس اللجنة وزير خارجية مصر الأسبق والمرشح الرئاسى عمرو موسى وضمت رؤساء أحزاب الوفد والاجتماعى الديمقراطى والكرامة والتجمع والنور السلفى، وشخصيات عامة مستقلة، وأيضا أسماء مثل محمد السويدى رجل الصناعة المعروف والرئيس السابق لتحالف دعم مصر المؤيد للدولة، وأيضا أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ود. عبلة عبد اللطيف، ود. محمد غنيم، وكلاهما مستشاران فى الرئاسة، ورجال قانون مرموقين (د. جابر نصار ود. منى ذو الفقار) وممثلين للكنيسة والأزهر، وغيرهم من رجال الفكر والثقافة والصناعة والسياسة.

وحتى الشباب فقد غاب عنهم الاتجاه الثورى المتطرف تماما (وهو أحد الانتقادات التى وجهها هذا التيار للجنة الخمسين) فقد ضمت محمود بدر القيادى فى حركة تمرد وعضو البرلمان المصرى عن تحالف دعم مصر المؤيد، وأيضا محمد بدران أحد أبرز القيادات الطلابية الشابة وكان رئيس اتحاد الجمهورية السابق ومؤسس حزب مستقبل وطن المؤيد أيضا للدولة، وشبابا مثل أحمد عيد ومحمد عبد العزيز وعمرو صلاح المعروفين بآرائهم المستقلة والمعتدلة.

لقد غلب على عضوية لجنة الخمسين وبشكل لافت الاتجاه الإصلاحى والمحافظ على خلاف ما يقال أحيانا، صحيح أن عملها تأثر بالمناخ المحيط، وخاصة ضغوط مؤسسات الدولة فى الحصول على حصانة ومساحات تمايز عن باقى المؤسسات.

لجنة الخمسين أخطأت وأصابت وقامت بجهد بشرى وليس عملا مقدسا، وبالتالى من الوارد مراجعته تبعا لتغير الظروف، إلا أن هذا المبدأ ليس له علاقة بالمواد المقترحة للتعديل فهى تحتاج إلى «تعديلات على التعديلات الدستورية»، وفق تعبير الفقيه الدستورى الدكتور شوقى السيد، ويبقى ذلك حديثا آخر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة الخمسين لجنة الخمسين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon