توقيت القاهرة المحلي 15:19:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لجنة الخمسين

  مصر اليوم -

لجنة الخمسين

بقلم - عمرو الشوبكي

شهدت لجنة الخمسين نقاشات حية حول العديد من القضايا المتعلقة بدستور 2014، وهناك عدد من المواد ظلت محل خلاف داخل أعضاء اللجنة ولم تحسم إلا بفارق صوت أو صوتين فى التصويت النهائى.

والحقيقة أن كثيرا من الانتقادات التى وجهت لأداء اللجنة لم يكن لها علاقة بالواقع ويمكن وصفها بالخيالية، حتى بدت تتحدث عن لجنة أخرى ودستور آخر.

ولعل اللافت أن بعض المواد التى كانت محل جدل داخل اللجنة ورفضها الكثيرون بل تمنى البعض تغييرها لم تكن ضمن المواد المقترح تغييرها حاليا، وذلك لسبب بسيط أنها لا تحترم ولا تطبق وتركت مجرد حبر على ورق كما جرت العادة مع دساتيرنا (فى مجملها كانت ممتازة ومشكلتها أنه لا تطبق).

والحقيقة أن أهمية لجنة الخمسين أنها ضمت كل الأطياف المهنية والسياسية داخل المجتمع المصرى، وممثلين عن النقابات ورؤساء كل الأحزاب السياسية الرئيسية (ما عدا حزب الإخوان)، وغير صحيح أن أغلب أعضائها أو حتى جزءا كبيرا منهم من النشطاء أو الثوريين (يمكن وصف اثنين من أعضائها بهذا الوصف)، بل يمكن القول إن أحد الانتقادات التى يمكن أن توجه لها أنها لم تضم ممثلين عن التيار الثورى والحقوقى.

لقد رأس اللجنة وزير خارجية مصر الأسبق والمرشح الرئاسى عمرو موسى وضمت رؤساء أحزاب الوفد والاجتماعى الديمقراطى والكرامة والتجمع والنور السلفى، وشخصيات عامة مستقلة، وأيضا أسماء مثل محمد السويدى رجل الصناعة المعروف والرئيس السابق لتحالف دعم مصر المؤيد للدولة، وأيضا أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ود. عبلة عبد اللطيف، ود. محمد غنيم، وكلاهما مستشاران فى الرئاسة، ورجال قانون مرموقين (د. جابر نصار ود. منى ذو الفقار) وممثلين للكنيسة والأزهر، وغيرهم من رجال الفكر والثقافة والصناعة والسياسة.

وحتى الشباب فقد غاب عنهم الاتجاه الثورى المتطرف تماما (وهو أحد الانتقادات التى وجهها هذا التيار للجنة الخمسين) فقد ضمت محمود بدر القيادى فى حركة تمرد وعضو البرلمان المصرى عن تحالف دعم مصر المؤيد، وأيضا محمد بدران أحد أبرز القيادات الطلابية الشابة وكان رئيس اتحاد الجمهورية السابق ومؤسس حزب مستقبل وطن المؤيد أيضا للدولة، وشبابا مثل أحمد عيد ومحمد عبد العزيز وعمرو صلاح المعروفين بآرائهم المستقلة والمعتدلة.

لقد غلب على عضوية لجنة الخمسين وبشكل لافت الاتجاه الإصلاحى والمحافظ على خلاف ما يقال أحيانا، صحيح أن عملها تأثر بالمناخ المحيط، وخاصة ضغوط مؤسسات الدولة فى الحصول على حصانة ومساحات تمايز عن باقى المؤسسات.

لجنة الخمسين أخطأت وأصابت وقامت بجهد بشرى وليس عملا مقدسا، وبالتالى من الوارد مراجعته تبعا لتغير الظروف، إلا أن هذا المبدأ ليس له علاقة بالمواد المقترحة للتعديل فهى تحتاج إلى «تعديلات على التعديلات الدستورية»، وفق تعبير الفقيه الدستورى الدكتور شوقى السيد، ويبقى ذلك حديثا آخر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة الخمسين لجنة الخمسين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon