توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتراب من نهاية الحرب

  مصر اليوم -

الاقتراب من نهاية الحرب

بقلم - عمرو الشوبكي

هل اقتربت الحرب فى أوكرانيا من نهايتها؟. نقول نعم. وهل ستسفر جلسات التفاوض التى تجرى فى تركيا بين الوفدين الروسى والأوكرانى عن المزيد من التقدم فى مفاوضات السلام؟. نعم، حدث، وكل التصريحات التى خرجت من المسؤولين الغربيين والروس والأتراك تؤكد حدوث تقدم، بل إمكانية ترتيب لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكى قريبًا. على الأرض يمكن القول إن هذه الحرب رغم قسوتها التزم فيها الطرفان بالقواعد الموضوعة للصراع بين القوى العظمى، فلم تتجاوز روسيا الخط الأحمر بالمساس بدول حلف الناتو، فضربت بالصواريخ قاعدة أوكرانية على بُعد أمتار قليلة من الحدود البولندية، ودون أن يُفلت صاروخ داخلها لأنها تعرف جيدًا أنه سيُعتبر عملًا عدائيًّا موجهًا إلى كل أعضاء الحلف قد يؤدى إلى مواجهة مسلحة يتجنبها الطرفان، كذلك لم يطبق حلف الناتو- رغم الإلحاح الأوكرانى- حظرًا جويًّا لمنع الطائرات الروسية من دخول أراضيه، كما فعل فى العراق، وحتى الطائرات الروسية الموجودة فى بولندا، والتى طالبت أوكرانيا بإرسالها إليها، تراجعت القوى الغربية عن تنفيذ هذا الطلب، بعد أن أعلنت روسيا أنها ستعتبره عملًا عدائيًّا ضدها. وقد نجحت روسيا فى حصار مدن الشرق والسيطرة على كثير منها، حتى لو كان على حساب تدمير كثير من أحيائها المدنية مثلما جرى فى المدينة الساحلية الاستراتيجية «ماريوبول»، التى تخوض حرب الشوارع فيها قوات شيشانية تحارب مع الجيش الروسى فى مواجهة القوات الأوكرانية. وانسحبت القوات الروسية من محيط كييف ومدن أخرى قريبة منها، وبدا واضحًا أنها تركز على مدن الشرق، ولم تعد حريصة على السيطرة على الأراضى الأوكرانية، إنما فقط المناطق التى تمثل أهمية استراتيجية لها مثل «ماريوبول»، التى ستعنى بالنسبة لروسيا إنشاء ممر يربط بينها وبين منطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، وبالتالى تمهيد الطريق لإحكام سيطرتها على بحر آزوف.
بالمقابل، تراجع كل طرف فى «مفاوضات السياسة» عن جانب مما كان يطالب به فى بداية الحرب، وأصبح الهدف الروسى واضحًا، وهو ضمان حياد أوكرانيا وعدم وجود أى أسلحة استراتيجية بما فيها صواريخ ومُعَدات غير نووية داخل أراضيها، ولم يفرق معها بقاء النظام الحالى أو تغييره، أما أوكرانيا فقد عرفت أنه رغم الدعم الغربى لها، فإن الغرب ليس على استعداد للدخول فى حرب مع روسيا من أجلها، وأن مقاومتها غيّرت جانبًا من معطيات هذه الحرب ولكنها لم تغيرها كلها نظرًا للفارق الكبير فى القوى العسكرية، كما أبدت مرونة كبيرة فيما يتعلق بإقليم القرم، الذى ضمته روسيا إليها باستفتاء شعبى فى 2014، فى حين أن النقاش لا يزال يدور حول الأقاليم الانفصالية فى «الدونباس». لن تستمر الحرب شهرًا آخر، وسيصل الطرفان إلى تفاهمات قريبة ستحقق فيها روسيا جانبًا من مطالبها دون أن تحقق انتصارًا كاملًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتراب من نهاية الحرب الاقتراب من نهاية الحرب



GMT 09:32 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب

GMT 09:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الخوف صار هذه الناحية

GMT 09:29 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل يستمر الصراع على سوريا؟

GMT 09:28 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

البيضة والدجاجة في السوشيال ميديا

GMT 09:27 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حضنُ بوتين لبشار الأسد

GMT 09:26 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هل «حرَّر» الشرع إيران من الإنفاق على المنطقة؟

GMT 09:24 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الاسم والنجم في دمشق

GMT 09:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

التغيير وعواقبه

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon