توقيت القاهرة المحلي 14:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الرأى والتفكير

  مصر اليوم -

حرية الرأى والتفكير

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

مع كل عمل فنى أو تصور فكرى وثقافى أو رأى سياسى غير مألوف، يُثار النقاش حول هل المطلوب وضع قيود على حرية الرأى والتعبير والإبداع، أم قواعد تنظمها مستمدة من الدستور والقانون والقيم المتوافَق عليها مجتمعيًا بعيدًا عن التصنيف السياسى لثنائية التأييد والمعارضة؟
والحقيقة أن الجدل «والتريند» الذى يدور فى مواجهة أى طرح أو تصور فكرى أو دينى وأحيانًا سياسى يخلط بين الرأى والتحريض، وتلك أزمة كبرى تحتاج إلى مراجعة خاصة مع حالة الهياج التى تصيب البعض مع كل رأى غير معتاد أو خارج المألوف.

إن الرأى الفكرى أو الدينى أو السياسى أو العمل الفنى والإبداعى يجب أن يُقيَّم على أنه رأى أو تصور وارد رفضه ووارد قبوله، ووارد أن يحتفى به النقاد وتلفظه الجماهير، والعكس أيضًا، والطبيعى أن يختلف حوله الناس.

مطلوب تحمُّل الرأى المخالف وقبوله، سواء من قِبَل الدولة أو المجتمع، لأنه مهما كان شططه فإنه لا يحمل آلية جبر مثل القرارات الرسمية أو الحكومية، وهو لا يفرض على الناس أن يتبنوه، وتصور البعض أن رأيًا صادمًا هنا أو رأيًا مخالفًا هناك سيهدم قيم المجتمع فيه عدم ثقة بالنفس غير مُبررة مطلقًا.

يخلط أيضًا النقاش حول حرية الرأى والإبداع بين العمل الفنى أو الإبداعى وبين الدعاية أو «البروباجندا»، فمثلًا لو أن فيلمًا تكلم عن الفقر مثلما جرى فى فيلم «ريش» فإن هذا لا يعنى أنه مع الفقر أو ضده أو أنه بهذا العمل الفنى قادر على حل مشكلته، إنما هو عرض واقع وفق رؤية مخرجه الفنية، قد يرفضه أو يقبله الناس.

والحقيقة أن الأعمال الفنية أو الآراء الفكرية أو الدينية التى أثارت جدلًا وهجومًا واتهامات لم تمتلك أى رسالة تحريضية أو آلية لإجبار مَن يشاهدها أو يستمع إليها على أن يتبناها، والخوف من الرأى حتى لو كان صادمًا فيه إساءة إلى قيمة حرية الرأى والتعبير والناس على السواء.

صحيح أن فى كل بلاد الدنيا هناك قواعد تنظم حرية الرأى والتعبير مستمدة من الدستور والقانون يراعيها معظم المثقفين ورموز الإبداع والأعمال الفنية، فلا يمكن مثلًا أن تنكر الهولوكوست فى أى عمل فنى أو رأى سياسى فى الغرب إنما يمكن المساس بالذات الإلهية والسخرية من الأديان، وهو أمر مُجرَّم فى مجتمعاتنا دستوريًا وقانونيًا ومرفوض من قِبَل الرأى العام.

القواعد المنظمة لا تمثل قيدًا على حرية الرأى والتعبير والإبداع، إنما تنظمها بما يتلاءم مع القيم الأساسية فى كل مجتمع، وفى نفس الوقت لا تعتبر الرأى الذى يقوله كاتب أو باحث أو فنان سيهدم المجتمع، فمادام لم يمارس تحريضًا ولم يُهِن المخالفين فى الرأى أو العقيدة فسيظل رأيًا يمكن قبوله أو رفضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الرأى والتفكير حرية الرأى والتفكير



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon