توقيت القاهرة المحلي 08:57:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرية الرأى والتفكير

  مصر اليوم -

حرية الرأى والتفكير

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

مع كل عمل فنى أو تصور فكرى وثقافى أو رأى سياسى غير مألوف، يُثار النقاش حول هل المطلوب وضع قيود على حرية الرأى والتعبير والإبداع، أم قواعد تنظمها مستمدة من الدستور والقانون والقيم المتوافَق عليها مجتمعيًا بعيدًا عن التصنيف السياسى لثنائية التأييد والمعارضة؟
والحقيقة أن الجدل «والتريند» الذى يدور فى مواجهة أى طرح أو تصور فكرى أو دينى وأحيانًا سياسى يخلط بين الرأى والتحريض، وتلك أزمة كبرى تحتاج إلى مراجعة خاصة مع حالة الهياج التى تصيب البعض مع كل رأى غير معتاد أو خارج المألوف.

إن الرأى الفكرى أو الدينى أو السياسى أو العمل الفنى والإبداعى يجب أن يُقيَّم على أنه رأى أو تصور وارد رفضه ووارد قبوله، ووارد أن يحتفى به النقاد وتلفظه الجماهير، والعكس أيضًا، والطبيعى أن يختلف حوله الناس.

مطلوب تحمُّل الرأى المخالف وقبوله، سواء من قِبَل الدولة أو المجتمع، لأنه مهما كان شططه فإنه لا يحمل آلية جبر مثل القرارات الرسمية أو الحكومية، وهو لا يفرض على الناس أن يتبنوه، وتصور البعض أن رأيًا صادمًا هنا أو رأيًا مخالفًا هناك سيهدم قيم المجتمع فيه عدم ثقة بالنفس غير مُبررة مطلقًا.

يخلط أيضًا النقاش حول حرية الرأى والإبداع بين العمل الفنى أو الإبداعى وبين الدعاية أو «البروباجندا»، فمثلًا لو أن فيلمًا تكلم عن الفقر مثلما جرى فى فيلم «ريش» فإن هذا لا يعنى أنه مع الفقر أو ضده أو أنه بهذا العمل الفنى قادر على حل مشكلته، إنما هو عرض واقع وفق رؤية مخرجه الفنية، قد يرفضه أو يقبله الناس.

والحقيقة أن الأعمال الفنية أو الآراء الفكرية أو الدينية التى أثارت جدلًا وهجومًا واتهامات لم تمتلك أى رسالة تحريضية أو آلية لإجبار مَن يشاهدها أو يستمع إليها على أن يتبناها، والخوف من الرأى حتى لو كان صادمًا فيه إساءة إلى قيمة حرية الرأى والتعبير والناس على السواء.

صحيح أن فى كل بلاد الدنيا هناك قواعد تنظم حرية الرأى والتعبير مستمدة من الدستور والقانون يراعيها معظم المثقفين ورموز الإبداع والأعمال الفنية، فلا يمكن مثلًا أن تنكر الهولوكوست فى أى عمل فنى أو رأى سياسى فى الغرب إنما يمكن المساس بالذات الإلهية والسخرية من الأديان، وهو أمر مُجرَّم فى مجتمعاتنا دستوريًا وقانونيًا ومرفوض من قِبَل الرأى العام.

القواعد المنظمة لا تمثل قيدًا على حرية الرأى والتعبير والإبداع، إنما تنظمها بما يتلاءم مع القيم الأساسية فى كل مجتمع، وفى نفس الوقت لا تعتبر الرأى الذى يقوله كاتب أو باحث أو فنان سيهدم المجتمع، فمادام لم يمارس تحريضًا ولم يُهِن المخالفين فى الرأى أو العقيدة فسيظل رأيًا يمكن قبوله أو رفضه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية الرأى والتفكير حرية الرأى والتفكير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon