توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة مستمرة

  مصر اليوم -

الأزمة مستمرة

بقلم - عمرو الشوبكي

لم تتوقف المظاهرات التي تشهدها الدولة العبرية احتجاجا على تعديل قانون السلطة القضائية، فقد أعلن الأطباء إضرابهم عن العمل، كما أعلن قادة نقابيون أنهم قد يضطرون إلى إعلان إضراب عام في البلاد في حال طبق هذا القانون، خاصة بعد أن فشلت المحاولات التي قام بها رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية (هستدروت) للتوسط بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى توافق.

ورغم كل هذه الاحتجاجات فقد أقر الكنيست في نهاية شهر يوليو بأغلبية 64 صوتا من بين 120 هم كل أعضاء الكنيست، ومن دون وجود أي أصوات معارضة، بسبب انسحابها من جلسة التصويت احتجاجا على القرار الذي دعمه التحالف اليمينى المتطرف الحاكم.

ويمكن القول إن جوهر القانون الجديد الذي عرف بقانون «الحد من المعقولية»، هو واحد من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة في إطار ما سمته «إحداث التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية»، وسيترتب عليه منع المحاكم الإسرائيلية وعلى رأسها المحكمة العليا من تطبيق ما يعرف باسم «معيار المعقولية» على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون، وهذا يعنى الحد من قدرتها على إلغاء قرارات حكومية، كما جرى من قبل مع قرارات لحكومة نتنياهو نفسه.

وقد انتقلت الاحتجاجات من تظاهرات الشارع إلى اعتراضات داخل مؤسسات الدولة، وهو أمر لم تعرفه إسرائيل من قبل وبات يهدد تماسك أجهزتها ومؤسساتها، فقد ظلت الخلافات محصورة بين النخب الحزبية وبين العلمانيين والمتشددين الدينيين ولم تصل إلى القضاء أو الشرطة أو الجيش، بل إن الأخير ظل يمثل مصدر توافق وفخر بين الإسرائيليين، وأن أي انتهاكات يرتكبها جنوده بحق الفلسطينيين ظلت محل حصانة مجتمعية قبل أن تكون قضائية.

وقد أعلن عدد من ضباط جهاز المخابرات (الموساد) عن تقديمهم طلبات بتقاعد مبكر إذا نفذ القانون في أرض الواقع، كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن مئات من طيارى وجنود الاحتياط هددوا برفض الخدمة بعد إقرار قانون التغييرات القضائية، كما أعلن ٤٠ طيارا احتياطيا من طيارى النخبة ولأول مرة منذ تأسيس إسرائيل عدم مشاركتهم في التدريبات العسكرية احتجاجا على إصدار القانون، كما حذر رئيس الأركان نتنياهو من تمدد ظاهرة العصيان من قوات الاحتياط إلى الجيش النظامى.

أزمة إسرائيل عميقة وحلها لن يكون سهلا، ففى حال ألغت المحكمة العليا كما هو متوقع القانون، فإن هذا سيفجر حالة رفض عارمة من قبل قوى اليمين المتطرف وستصعد من مواقفها في مواجهه القوى اليسارية والليبرالية، وسيتصاعد دور القوى الأمنية الخاصة التي يقودها وزير الأمن الداخلى بن غفير في الداخل العبرى والخارج (الفلسطينى)، أما في حال تطبيق القانون فإن نتائجه ستكون وخيمة وستهدد إسرائيل وجوديا من الداخل لأن القسم الأكبر من شعبها لن يقبل أن يعيش في ظل هذا القانون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة مستمرة الأزمة مستمرة



GMT 02:52 2023 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأستاذ والتلميذة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon