توقيت القاهرة المحلي 00:09:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغزوات الثلاث

  مصر اليوم -

الغزوات الثلاث

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

لم يكن الهجوم الروسى على أوكرانيا هو الهجوم الوحيد الذى شهده العالم فى العقود الثلاثة الماضية، فهناك «غزوتان أخريان» أثرا تأثيرًا هائلًا على العالم، وكانت ساحتهما الوطن العربى، فكانت الأولى فى 2 أغسطس من عام 1990 حين قرر الرئيس العراقى الراحل صدام حسين غزو الكويت وضمها كمحافظة رقم 19 إلى المحافظات العراقية الثمانية عشرة، وفى عام 2003 قرر جورج بوش الابن غزو العراق بحجة وجود أسلحة كيميائية، وثبت كذب هذه الحجة، ودفع العراق ثمنًا باهظًا على المستويين البشرى والمادى «للغزوتين»، أى غزو صدام حسين للكويت وغزو أمريكا للعراق، وهو ثمن لم يشهده أى بلد آخر فى القرن الماضى إلا أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأخيرًا فى 24 فبراير من عام 2022 قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا دون أن يعلن أو ينوى ضمها إلى الاتحاد الروسى.
والمؤكد أن نتيجة الغزو الأول للكويت كانت كارثية على العراق والمنطقة العربية، وهو ما لا يبدو عليه الحال بالنسبة لبوتين، الذى رتب أوراقه وحدد أهدافه بدقة، وهى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وعدم تحويلها إلى قاعدة غربية أو منصة عسكرية معادية على الحدود الروسية.

إن المقارنة بين هجوم بوتين على أوكرانيا وغزو صدام حسين للكويت وبوش الابن للعراق تقول إن فى الحالات الثلاث هناك فارق هائل فى القوة بين طرفى المواجهة، أى بين العراق والكويت، وبين أمريكا والعراق، وبين روسيا وأوكرانيا، كما أن التجارب الثلاث غير شرعية وخارج القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، حيث تم الاعتداء على دول ذات سيادة بحجج مختلفة.

مبررات الغزو فى حالة صدام وبوش الابن كانت واهية وليس لها أى أساس أخلاقى أو حتى مبرر موضوعى نتيجة وجود تهديدات استراتيجية من أى نوع، أما فى الحالة الروسية فهى بالقطع مُدانة أخلاقيًا وسياسيًا بغزو دولة ذات سيادة، ولكن لديها أسباب ومخاوف موضوعية فيما يتعلق بتمدد الناتو على حدود روسيا وسلوك أوكرانيا العدائى تجاهها.

لقد اختار بوتين خاصرة ضعيفة فى التحالف الغربى، وهى أوكرانيا، بلد فيه تيار قوى مؤيد لروسيا ومرتبط بها ثقافيًا، وهو يريد أن يأخذها كنقطة انطلاق لحضور روسى أكبر على الساحة الدولية ومنع الناتو من التمدد على حدودها، أما الغزو الأمريكى للعراق فى 2003 فكان لدولة لا تمثل تهديدًا استراتيجيًا لأمريكا وتبعد عنها آلاف الأميال، وبسببها سقط ما يقرب من مليون قتيل وانتشرت جماعات التطرف والإرهاب.

ما فعلته أمريكا فى العراق جريمة وخطيئة كبرى، لكنها يجب ألّا تجعلنا نبرر أى غزو آخر نكاية فى أمريكا، ولا أن نعتبر المخاوف الروسية المشروعة من تمدد الناتو مبررًا للهجوم على دولة ذات سيادة وشعب حر مستقل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغزوات الثلاث الغزوات الثلاث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية
  مصر اليوم - الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon