توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجنسية والانتماء

  مصر اليوم -

الجنسية والانتماء

بقلم - عمرو الشوبكي

طُرح موضوع انتماء الأوروبيين من أصول مهاجرة وعربية لبلدانهم الأوروبية الجديدة، وطُرحت هذه القضية بالنسبة لكثير من اللاعبين المغاربة الذين يحملون جنسيات أوروبية واختاروا أن يلعبوا لصالح منتخب بلدهم الأصلى أى المغرب.

وطُرح الأمر بالنسبة لكثير من المشجعين الذين اختاروا أن يشجعوا المنتخب المغربى فى كأس العالم أمام فرق حملوا جنسيتها ويعيشون فيها مثل إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، وأخيرًا طُرح الموضوع مرة أخرى عقب الاحتجاجات العنيفة التى شهدتها فرنسا، وقدرت أوساط أمنية وبحثية أن الغالبية الساحقة لهؤلاء المحتجين فرنسيون من أصول عربية وأن ٩٠% من الذين أوقفتهم الشرطة كانوا يحملون الجنسية الفرنسية ومن أصول مهاجرة.

والحقيقة أن جانبًا كبيرًا من شباب الضواحى ممن ولدوا فى فرنسا ويحملون جنسيتها اعتبروا أن الدولة لم تعاملهم كفرنسيين «حقيقيين»، وأن التمييز بين الفرنسيين من أصول مهاجرة وعربية، وبين الفرنسيين أصحاب البشرة البيضاء كان ملمحًا أساسيًّا من ملامح منظومة الحكم والخطاب السائد، وأصبح واضحًا أن هناك فارقًا كبيرًا فى تعامل مؤسسات الدولة، خاصة الشرطة، مع الفرنسيين من أصول مهاجرة وعربية، وبين تعاملها مع باقى الفرنسيين من أصحاب البشرة البيضاء، وهو ما لا يعترف به كثيرون.

والحقيقة أن هناك تيارًا واسعًا من النخب السياسية الفرنسية، خاصة تيارات اليمين المتطرف التى تمثل ثانى أكبر حزب فى البرلمان، اختزل ما جرى فى حوادث العنف التى قام بها الفرنسيون من أصول مهاجرة، وتجاهل تمامًا السبب الرئيسى وراء هذه الحوادث وهو جريمة القتل العمد العنصرية التى راح ضحيتها صبى فرنسى من أصول جزائرية.

اليمين المتطرف يعتبر أن حمل الجنسية الفرنسية لا يعنى الانتماء لفرنسا، وإن البعض قال إنهم يحملون الجنسية الفرنسية من أجل أن يحصلوا على المساعدات الاجتماعية والتأمين الصحى، بل إن الرموز الأكثر تطرفًا فى هذا التيار لم يكتفوا بتكرار المطالبة بطرد المقيمين الشرعيين إذا ارتكبوا مخالفة وكل غير الشرعيين.

إنما طالبوا أيضًا بسحب الجنسية الفرنسية من أى فرنسى من أصول مهاجرة يرتكب جريمة وهو موقف مستحيل تخيل طرحه فيما يخص الفرنسيين من أصحاب البشرة البيضاء مهما كانت الجريمة التى يرتكبونها.

يقينًا هناك مشكلة فى علاقة حصول شخص على جنسية بلد وبين الانتماء له، وأن هذه المشكلة حاضرة فى البلدان التى أتاحت للمهاجرين الأجانب أن يحصلوا على جنسيتها. صحيح أن المستقبل فى اتجاه تجسير الفجوة بين الجنسية والانتماء، بشرط أن يقبل النموذج الأوروبى بالتنوع الثقافى ولا يتوقع إلغاء كاملًا لثقافة المهاجرين حتى لو حملوا جنسيته.
ويصبح الشرط الوحيد هو احترامهم قانون ودستور البلد الذى يعيشون فيه، ودون أن يسعوا لتغيير هويته وطبيعته الثقافية، إنما يدفعونه فقط لاحترام خصوصيتهم الثقافية والدينية التى تلتزم بقواعد وقوانين البلد الذى يعيشون فيه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنسية والانتماء الجنسية والانتماء



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon