توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدة في مواجهة الكوارث

  مصر اليوم -

وحدة في مواجهة الكوارث

بقلم - عمرو الشوبكي

أثارت كارثتا المغرب وليبيا مشاعر تعاطف إنسانى دولى وعربى واسعة، وبدا واضحًا أن تفاعل الشعوب العربية مع ما يصيب إخوانهم فى البلدان العربية الأخرى كبير.

ورغم أنه مازال هناك بعض القيود على تحرك منظمات المجتمع الأهلى إلى أى بلد عربى آخر، سواء فى حالات الكوارث الطبيعية أو الحرب الأهلية، إلا أن تعاطف الشعوب غطّى على أى قصور فى الأداء العام، ومع ذلك يجب أن يكون التضامن أيضا فى أوقات البناء والتنمية.

والحقيقة أن «تضامن الأزمات» على جوانبه المأساوية، إلا أنه يقول فى الحقيقة إن هناك جوهرا أصيلا يجمع العرب، يتمثل فى قيم ومبادئ ولغة وثقافة.. صحيح أنه لا يصنع فى حد ذاته وحدة، فلابد من أن «يكسى» بمشروع سياسى واقتصادى وثقافى معاصر يعزز صورًا مختلفة من التضامن بين الشعوب العربية فى «الحلوة والمُرّة».

والحقيقة أن «تضامن الأزمات» لم يعد يكفى لإدارة العلاقة بين الشعوب العربية، فمن المهم مراجعة أسباب غياب صور التضامن الأخرى، وأهمية وضع برامج وإجراءات تفصيلية فى الإدارة والتعليم والاستثمار حتى تتشكل قناعة لدى الناس بأن مصالحهم ستتحقق بالتضامن فى مختلف المجالات.

إن التضامن من «أسفل» لا ينطلق من أن الأمة العربية موجودة فى 2023، وإنما وُجدت فى مراحل تاريخية طويلة وسابقة، وإن هناك تجارب وطنية معاصرة لكل دولة هى نتاج لخبراتها الاجتماعية والسياسية الخاصة، وصنعت ثقافة قطرية من الصعب تجاهلها أو التعالى عليها لصالح عموميات تاريخية وشعارات سياسية، إنما المطلوب خلق صور مختلفة من التفاعل بين الشعوب العربية تعتبر أن الوصول إلى الوحدة بالمعنى الكونفيدرالى أو الأوروبى أو بتجمع إقليمى موحد هو خيارٌ يمر عبر تفاعلات جزئية فى مجال التعليم والإعلام والاقتصاد والسياسة والثقافة بين شعوب المنطقة، وليس فقط عبر تضامن إنسانى فى النكبات.

مطلوب ربط التضامن العربى وشعارات الوحدة العربية بالواقع المعاش وببرامج تنمية مشتركة تحقق مصالح الشعوب العربية بصورة متكافئة، وأن تؤمن بدولة القانون، وبأن الشعوب هى صاحبة المصلحة فى الوحدة، وأن البداية ستكون بشراكات اقتصادية يستفيد منها الناس وحرية حركة البشر قبل البضائع، فلا يمكن أن تكون حتى اللحظة هناك تأشيرة دخول بين دول عربية تتشابه فى ظروفها الاقتصادية، مثل مصر والمغرب العربى، وألا تكون هناك برامج طلابية مشتركة، أو قوانين تطبق تدعم الاستثمار العربى المشترك وتصنع تكاملًا اقتصاديًّا بين الدول العربية.

«تضامن النكبات» شهدناه فى مشاعر الجماهير العربية تجاه نكبتى المغرب وليبيا، ولكنه يجب ألا يتوقف عند هذا الجانب كما حدث من قبل فى الفرح مع انتصارات المنتخب المغربى الكروية، إنما يجب أن يمتد لصناعة مستقبل مشترك وبناء صور مختلفة للتضامن والتفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى المشترك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة في مواجهة الكوارث وحدة في مواجهة الكوارث



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon