توقيت القاهرة المحلي 21:32:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدة في مواجهة الكوارث

  مصر اليوم -

وحدة في مواجهة الكوارث

بقلم - عمرو الشوبكي

أثارت كارثتا المغرب وليبيا مشاعر تعاطف إنسانى دولى وعربى واسعة، وبدا واضحًا أن تفاعل الشعوب العربية مع ما يصيب إخوانهم فى البلدان العربية الأخرى كبير.

ورغم أنه مازال هناك بعض القيود على تحرك منظمات المجتمع الأهلى إلى أى بلد عربى آخر، سواء فى حالات الكوارث الطبيعية أو الحرب الأهلية، إلا أن تعاطف الشعوب غطّى على أى قصور فى الأداء العام، ومع ذلك يجب أن يكون التضامن أيضا فى أوقات البناء والتنمية.

والحقيقة أن «تضامن الأزمات» على جوانبه المأساوية، إلا أنه يقول فى الحقيقة إن هناك جوهرا أصيلا يجمع العرب، يتمثل فى قيم ومبادئ ولغة وثقافة.. صحيح أنه لا يصنع فى حد ذاته وحدة، فلابد من أن «يكسى» بمشروع سياسى واقتصادى وثقافى معاصر يعزز صورًا مختلفة من التضامن بين الشعوب العربية فى «الحلوة والمُرّة».

والحقيقة أن «تضامن الأزمات» لم يعد يكفى لإدارة العلاقة بين الشعوب العربية، فمن المهم مراجعة أسباب غياب صور التضامن الأخرى، وأهمية وضع برامج وإجراءات تفصيلية فى الإدارة والتعليم والاستثمار حتى تتشكل قناعة لدى الناس بأن مصالحهم ستتحقق بالتضامن فى مختلف المجالات.

إن التضامن من «أسفل» لا ينطلق من أن الأمة العربية موجودة فى 2023، وإنما وُجدت فى مراحل تاريخية طويلة وسابقة، وإن هناك تجارب وطنية معاصرة لكل دولة هى نتاج لخبراتها الاجتماعية والسياسية الخاصة، وصنعت ثقافة قطرية من الصعب تجاهلها أو التعالى عليها لصالح عموميات تاريخية وشعارات سياسية، إنما المطلوب خلق صور مختلفة من التفاعل بين الشعوب العربية تعتبر أن الوصول إلى الوحدة بالمعنى الكونفيدرالى أو الأوروبى أو بتجمع إقليمى موحد هو خيارٌ يمر عبر تفاعلات جزئية فى مجال التعليم والإعلام والاقتصاد والسياسة والثقافة بين شعوب المنطقة، وليس فقط عبر تضامن إنسانى فى النكبات.

مطلوب ربط التضامن العربى وشعارات الوحدة العربية بالواقع المعاش وببرامج تنمية مشتركة تحقق مصالح الشعوب العربية بصورة متكافئة، وأن تؤمن بدولة القانون، وبأن الشعوب هى صاحبة المصلحة فى الوحدة، وأن البداية ستكون بشراكات اقتصادية يستفيد منها الناس وحرية حركة البشر قبل البضائع، فلا يمكن أن تكون حتى اللحظة هناك تأشيرة دخول بين دول عربية تتشابه فى ظروفها الاقتصادية، مثل مصر والمغرب العربى، وألا تكون هناك برامج طلابية مشتركة، أو قوانين تطبق تدعم الاستثمار العربى المشترك وتصنع تكاملًا اقتصاديًّا بين الدول العربية.

«تضامن النكبات» شهدناه فى مشاعر الجماهير العربية تجاه نكبتى المغرب وليبيا، ولكنه يجب ألا يتوقف عند هذا الجانب كما حدث من قبل فى الفرح مع انتصارات المنتخب المغربى الكروية، إنما يجب أن يمتد لصناعة مستقبل مشترك وبناء صور مختلفة للتضامن والتفاعل السياسى والاقتصادى والثقافى المشترك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة في مواجهة الكوارث وحدة في مواجهة الكوارث



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل
  مصر اليوم - فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 21:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض
  مصر اليوم - النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 01:41 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 09:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 08:19 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 05:45 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في سوبر اليد الليلة

GMT 10:33 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أفضل 10 فنادق عائلية في جزر المالديف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon