توقيت القاهرة المحلي 16:06:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوسيط السياسي

  مصر اليوم -

الوسيط السياسي

بقلم - عمرو الشوبكي

قبل إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة وبعدها، وهناك شعور لدى قطاع واسع من الرأى العام العربى بغياب وسيط أو جناح أو حزب سياسى يمثل حركة حماس وقادر على التأثير فى الجناح العسكرى وربما قيادته.

وقد تكون هذه من المرات النادرة فى تاريخ حركات المقاومة أن نجد تنظيما مسلحا لا يستطيع قادة جناحه السياسى التواصل الدقيق مع الجناح العسكرى ولا مع القوى الكبرى، يما فيها القوى السياسية الداعمة للشعب الفلسطينى، كما لا توجد أى علاقة بينهم وبين المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، على عكس تجارب حركات التحرر الوطنى التى كان لقادتها السياسيين حضور فى كل دول العالم، من منظمة التحرير الفلسطينية مرورا بجبهة التحرير الجزائرية.

وانتهاء بالمؤتمر الوطنى الإفريقى، ومثلوا غطاء شرعيا للجناح العسكرى وحاولوا قدر الإمكان أن يؤثروا فى الرأى العام العالمى ويدافعوا عن قضايا شعوبهم، وهو بلا شك غير متاح لحركة حماس لأسباب تتعلق ببنيتها العقائدية والأيديولوجية، واستهداف إسرائيل لها، وتصنيف العالم الغربى لها كجماعة إرهابية.

لا يمكن تخيل انتصار الثورة الجزائرية المسلحة ضد المستعمر الفرنسى دون وجود الجناح السياسى لجيش التحرير الوطنى ممثلا فى جبهة التحرير الجزائرية، وإن النهايات الأخيرة للاستعمار الفرنسى فى الجزائر جاءت عقب تشكيل جناح سياسى يفاوض المستعمر.

تمثل فى حكومة مؤقتة تأسست فى المنفى فى 19 سبتمبر1958، كما قررت القيادات السياسية والعسكرية إنزال الشعب الجزائرى إلى الشارع لدعم العمل العسكرى، كما نظمت فى أكتوبر 1961 مظاهرات فى عاصمة البلد المستعمر «باريس»، دعا لها الاتحاد الفرنسى لجبهة التحرير الوطنى، وكانت جميعها بمثابة أدوات ضغط سياسى على فرنسا حتى استقلت الجزائر.

أما فى جنوب إفريقيا فقد شهدت فى البداية نضالا سياسيا مدنيا على يد حزب المؤتمر الوطنى الإفريقى، لكن بعد القمع والحظر الذى تعرض له الحزب وإطلاق النار على المتظاهرين السلميين الرافضين لسياسة الفصل العنصرى، أسس نلسون مانديلا (رمز التسامح) فى 1961 جناحا عسكريا سماه «رأس الحربة»، وأصبح رئيسا له واعتقل وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأطلق من محبسه جملته الشهيرة «اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصرى»؛ وهو ما حدث.

صحيح هناك اختلاف كبير بين سياق «حماس غزة» وتجارب التحرر الوطنى الأخرى، إلا أن الأمر الذى لا جدال فيه أنه لا يمكن لحركة مقاومة مسلحة أن تنتصر بعمليات عسكرية فقط مهما كانت درجة إتقانها أو تأثيرها على الاحتلال، ولا بد أن يكون هناك وسيط سياسى قضيته الأساسية التواصل مع العالم ومع الدول الحليفة والمحايدة، بل وحتى المعادية، وأن يكون قادرا على التفاعل المباشر مع أى مبادرات تقدم، وأن يؤثر فى الرأى العالم العالمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسيط السياسي الوسيط السياسي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon