توقيت القاهرة المحلي 00:09:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراجعة المطلوبة

  مصر اليوم -

المراجعة المطلوبة

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك أزمتان في مصر تستحقان مراجعة سريعة، خاصة بعد أن رأينا مظاهرهما السلبية في الممارسة العملية: الأولى تتعلق بفلسفة بناء الطرق السريعة في مصر، والتى كثير منها أصابه النجاح وبعضها استسهل وتعامل مع الموضوع دون دراسة معمقة فوقع في أخطاء كبيرة مثل ما جرى مؤخرًا في طريق الساحل الشمالى.

 

أما الثانية فهى عملية تطوير الأحياء، والتى كانت محل نجاح في بعض الحالات وإخفاق في أخرى، وهو ما يتطلب مراجعة فلسفة تطوير الأحياء ودمج السكان وأولوياتهم في قلب عملية التطوير، بحيث لا تأتى كقرارات فوقية.

فيما يتعلق بالطرق السريعة، فالمؤكد أن الطريق الصحراوى الذي يربط القاهرة بالإسكندرية أو طريق العلمين الذي يربط العاصمة بالساحل الشمالى من أفضل الطرق رصفًا وتخطيطًا، ومع ذلك لم يستفد من وسعوا مؤخرًا طريق الساحل الشمالى من هذا النجاح، وربما تصوروا أنه سيكون مضمونًا طالما امتلكوا نفس الإرادة في الإنجاز دون الحفاظ على نفس المعايير المهنية التي طُبقت في باقى الطرق التي تربط القاهرة بالإسكندرية وكثير من المدن.

ورغم أن طريق الساحل جرت توسعته ورصفه بشكل جيد، ووُضعت فيه الحارات المخططة، إلا أنه غابت عنه الرقابة المرورية المطلوبة لمواجهة رعونة القيادة و«الغرز» بين السيارات قبل السرعة الزائدة، وهو ما جعلنا بكل آسف من أعلى دول العالم في ضحايا حوادث الطرق.

وقد تم بناء طريق بطىء يربط قرى الساحل الشمالى دون أن يتم تحديد ما إذا كان اتجاهًا واحدًا أو اثنين، فأصبح نموذجًا غير مسبوق في الفوضى والحوادث تتحمله الدولة التي سلمته بهذه الطريقة ليسير عليه الناس، وبات الكوبرى الذي كان حديث مواقع التواصل الاجتماعى نموذجًا على عيوب هندسية هيكلية وبديهية تحتاج لمراجعة فورية وجراحية.

أما مشكلة تطوير الأحياء فهى مازالت تحتاج لنمط جديد من التفاعل بين صانع القرار والمواطنين، فما جرى مؤخرًا في بعض أحياء القاهرة، خاصة في مصر الجديدة، من تغيير جذرى في طبيعتها وشكلها وهدم جانب من تراثها وسحرها دون أن يؤخذ رأى الناس أمرٌ يعكس أزمة غياب قنوات تواصل محلية آمنة وشرعية تضمن التفاعل بين السلطة المركزية وعموم المواطنين في المدن والقرى والأحياء المختلفة.

وحتى تشهد البلاد انتخابات محلية، فمطلوب من الحكومة أن تتواصل، ليس فقط مع قاطنى الأحياء المزمع تطويرها، وإنما أساسًا مع مَن عارضوا هذا التطوير لأسباب فنية، فهؤلاء كثير منهم مؤيد سياسيًا، وأغلبهم لا يهتم بالقضايا السياسية الكبرى وإنما ينصب اهتمامه على مشاكله اليومية المحلية: (مياه شرب نظيفة، كهرباء، مدارس، أماكن عبور آمنة، رصيف يمشى عليه... إلخ)، وهى فرصة لخلق نقاش عام حقيقى له جذور حقيقية في الواقع الاجتماعى والشعبى، ويؤسس مساحة آمنة للجدل والحوار حول قضايا حقيقية معاشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراجعة المطلوبة المراجعة المطلوبة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية
  مصر اليوم - الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon