توقيت القاهرة المحلي 11:04:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراجعة المطلوبة

  مصر اليوم -

المراجعة المطلوبة

بقلم - عمرو الشوبكي

هناك أزمتان في مصر تستحقان مراجعة سريعة، خاصة بعد أن رأينا مظاهرهما السلبية في الممارسة العملية: الأولى تتعلق بفلسفة بناء الطرق السريعة في مصر، والتى كثير منها أصابه النجاح وبعضها استسهل وتعامل مع الموضوع دون دراسة معمقة فوقع في أخطاء كبيرة مثل ما جرى مؤخرًا في طريق الساحل الشمالى.

 

أما الثانية فهى عملية تطوير الأحياء، والتى كانت محل نجاح في بعض الحالات وإخفاق في أخرى، وهو ما يتطلب مراجعة فلسفة تطوير الأحياء ودمج السكان وأولوياتهم في قلب عملية التطوير، بحيث لا تأتى كقرارات فوقية.

فيما يتعلق بالطرق السريعة، فالمؤكد أن الطريق الصحراوى الذي يربط القاهرة بالإسكندرية أو طريق العلمين الذي يربط العاصمة بالساحل الشمالى من أفضل الطرق رصفًا وتخطيطًا، ومع ذلك لم يستفد من وسعوا مؤخرًا طريق الساحل الشمالى من هذا النجاح، وربما تصوروا أنه سيكون مضمونًا طالما امتلكوا نفس الإرادة في الإنجاز دون الحفاظ على نفس المعايير المهنية التي طُبقت في باقى الطرق التي تربط القاهرة بالإسكندرية وكثير من المدن.

ورغم أن طريق الساحل جرت توسعته ورصفه بشكل جيد، ووُضعت فيه الحارات المخططة، إلا أنه غابت عنه الرقابة المرورية المطلوبة لمواجهة رعونة القيادة و«الغرز» بين السيارات قبل السرعة الزائدة، وهو ما جعلنا بكل آسف من أعلى دول العالم في ضحايا حوادث الطرق.

وقد تم بناء طريق بطىء يربط قرى الساحل الشمالى دون أن يتم تحديد ما إذا كان اتجاهًا واحدًا أو اثنين، فأصبح نموذجًا غير مسبوق في الفوضى والحوادث تتحمله الدولة التي سلمته بهذه الطريقة ليسير عليه الناس، وبات الكوبرى الذي كان حديث مواقع التواصل الاجتماعى نموذجًا على عيوب هندسية هيكلية وبديهية تحتاج لمراجعة فورية وجراحية.

أما مشكلة تطوير الأحياء فهى مازالت تحتاج لنمط جديد من التفاعل بين صانع القرار والمواطنين، فما جرى مؤخرًا في بعض أحياء القاهرة، خاصة في مصر الجديدة، من تغيير جذرى في طبيعتها وشكلها وهدم جانب من تراثها وسحرها دون أن يؤخذ رأى الناس أمرٌ يعكس أزمة غياب قنوات تواصل محلية آمنة وشرعية تضمن التفاعل بين السلطة المركزية وعموم المواطنين في المدن والقرى والأحياء المختلفة.

وحتى تشهد البلاد انتخابات محلية، فمطلوب من الحكومة أن تتواصل، ليس فقط مع قاطنى الأحياء المزمع تطويرها، وإنما أساسًا مع مَن عارضوا هذا التطوير لأسباب فنية، فهؤلاء كثير منهم مؤيد سياسيًا، وأغلبهم لا يهتم بالقضايا السياسية الكبرى وإنما ينصب اهتمامه على مشاكله اليومية المحلية: (مياه شرب نظيفة، كهرباء، مدارس، أماكن عبور آمنة، رصيف يمشى عليه... إلخ)، وهى فرصة لخلق نقاش عام حقيقى له جذور حقيقية في الواقع الاجتماعى والشعبى، ويؤسس مساحة آمنة للجدل والحوار حول قضايا حقيقية معاشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراجعة المطلوبة المراجعة المطلوبة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon