توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنظيم المجال العام

  مصر اليوم -

تنظيم المجال العام

بقلم - عمرو الشوبكي

عادة ما يطالب الكثيرون «بفتح المجال العام» وتوسيع هامش الحريات السياسية وحرية الرأى والتعبير وهو مطلب مشروع في كل زمان ومكان، ولكن بالتأكيد لا يمكن الحديث عن فتح المجال العام قبل العمل على وضع قواعد قانونية لتنظيمه وتحديد قواعده.

ويصبح من المطلوب وضع قواعد مهنية وتفاهمات سياسية تنظم المجال العام ليس فقط أو أساسًا بالمعنى الإدارى والإجرائى، إنما بمعنى القواعد السياسية والمهنية الحاكمة له وحتى خطوطه الحمراء، والتى على أساسها يتم دمج النخب والقوى السياسية داخل المجال العام الشرعى والآمن.

فمثلًا هل يعقل أن ننتقل في بدايات الألفية الثالثة من الحديث عن حوالى 27 حزبًا في مصر إلى الحديث الآن عن أكثر من مائة حزب 90% منها مجرد اسم ورخصة.

وفق نظرية فتح المجال العام فإنه سيعطى للجميع الحق في حمل اسم حزب حتى لو كان مجرد عنوان رئيس الحزب (وليس بالضرورة شقة مستقلة) ورخصة، في حين أن تنظيم المجال العام يقول إن الحزب الذي لن يحصل على 1% من أصوات الناخبين يلغى ترخيصه الحزبى، وبالتالى يصبح في البلد 10 أو 15 حزبًا حقيقيًّا بصرف النظر عن حجم تمثيلها في البرلمان، أو توجهها وبرنامجها السياسى.

تنظيم المجال العام يتطلب أيضًا التوافق على أن محاربة الإرهاب وقضايا الأمن القومى يناقشها المتخصصون مع دوائر صنع القرار، أما باقى القضايا التي تتعلق بالمحليات والسياسات العامة من صحة وتعليم ومواصلات فهى التي مطلوب فورًا أن تخضع لنقاش عام علنى.

إن تنظيم المجال العام بفتح النقاش حول قضايا بعينها والاستماع لآراء الخبراء والمتخصصين بدءًا من أولويات التنمية مرورًا بسياسات «تطوير» الأحياء وانتهاء بشبكة الطرق والكبارى المرحب بها على الطرق السريعة والمرفوضة داخل الأحياء السكنية التي يبحث أهلها أولًا عن المشى بأمان وعن أماكن آمنة لعبور المشاة وليس حارات متسعة تجرى فيها السيارات.

قضايا النقاش العام ليست ترفًا ولا «مكياج» على وجه أي نظام سياسى، إنما هي في جوهرها طريق للحفاظ على استقرار أي بلد لأنها ستشعر الناس أنهم شركاء وقادرون على التأثير ولو في قضايا المحليات، وستضمن انتقالًا تدريجيًّا منظمًا نحو بناء دولة القانون.

إذا تعوَّد الناس على المشاركة في قضايا المحليات والسياسات العامة بشكل سلمى، سيعنى أنهم سيكونون قادرين في المستقبل القريب على مناقشة القضايا الكبرى، واختيار أفضل لممثليهم في البرلمان والعمل على بناء دولة القانون.

تنظيم المجال العام والتفاهم على المساحات الآمنة للتنافس والنقاش مثل انتخابات المحليات والبرلمان والصراع على تشكيل الحكومة والجدل الساخن حول قضايا السياسات العامة- ستعنى أن مصر تقدمت خطوات حقيقية نحو عملية إصلاح سياسى شامل والانتقال الآمن نحو بناء دولة قانون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم المجال العام تنظيم المجال العام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon