توقيت القاهرة المحلي 05:04:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استعادة منظمة التحرير

  مصر اليوم -

استعادة منظمة التحرير

عمرو الشوبكي
بقلم -عمرو الشوبكي

قادت منظمة التحرير الفلسطينية النضال الفلسطينى منذ تأسيسها عام ١٩٦٤ وحتى التوقيع على اتفاق أوسلو فى ١٩٩٣، صحيح أنها استمرت بعدها ولا تزال مستمرة حتى الآن، إلا أن طبيعتها تغيرت بعد أن أسست سلطة جديدة أدارت جانبًا من الأراضى الفلسطينية كخطوة نحو تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، سرعان ما أجهضها الاحتلال الإسرائيلى.

وبات من المهم التأكيد على أن الشعب الفلسطينى يحتاج، بعدما جرى فى السنوات الأخيرة وحتى العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، عودة المنظمة لكى تتصدر الكفاح الفلسطينى مرة أخرى بعد تجديدها وضم قيادات وكفاءات جديدة من خارج بيروقراطية السلطة لمواجهة التحديات الوجودية التى تشهدها القضية الفلسطينية حاليًا.

لقد ضمت منظمة التحرير فصائل الكفاح المسلح جنبًا إلى جنب مع كوادر العمل السياسى، وضمت قيادات رفيعة المستوى مثل فاروق القدومى، رئيس الدائرة السياسية الأسبق للمنظمة، وغيره، كما ضمت مفاوضين كبارًا، منهم مَن تفاوضوا سرًّا مع إسرائيل، مثل أحمد قريع، ومنهم مَن تفاوضوا علنًا، مثل حيدر عبدالشافى، ولم يحملوا جميعًا لقب وزير، ولم تكن هناك وقتها وزارة أو رئيس للسلطة، إنما كفاءات مؤثرة امتلكت حضورًا كبيرًا على المستويين العربى والدولى.

وقد غيّرت المنظمة من برنامجها مع تغير الظروف السياسية، وقبلت فى ١٩٧٤ بإنشاء دولة ديمقراطية «مؤقتة» على الأراضى الفلسطينية التى احتُلت عقب حرب ٦٧، وفى عام ١٩٨٨ تبنّت حل الدولتين، واعترف ياسر عرفات فى ١٩٩٣ رسميًّا بإسرائيل، وفى نفس الوقت اعترف إسحاق رابين بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًّا وحيدًا للشعب الفلسطينى، ودخل الجانبان فى مفاوضات أدت إلى اتفاق أوسلو، الذى كان يُفترض أن يُفضى إلى دولة فلسطينية مستقلة أجهضتها إسرائيل بسياستها الاستيطانية وبجرائمها، التى ارتكبتها فى حق الجميع فى الضفة الغربية وقطاع غزة.

يقينًا أن التحول الذى أحدثته المنظمة فى خطابها وبرنامجها منذ نصف القرن كان مطلوبًا لأنه كان يُفترض أن يؤدى بعد ٥ سنوات من التوقيع على اتفاق أوسلو إلى قيام دولة فلسطينية، فكانت السلطة وحكومتها ورئيسها تلبية لتحدى بناء الدولة.

صحيح أن هناك فصائل أخرى مثل الجبهة الشعبية وحماس اعتبرت اتفاق أوسلو تنازلًا، رغم أن الأخيرة استفادت منه، وضاعفت قوتها التنظيمية فى الأراضى الفلسطينية حتى حققت أغلبية فى انتخابات ٢٠٠٦، التى لولا أوسلو التى هاجمتها لما حققت هذه النتائج.

مطلوب بعد جرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال فى قطاع غزة، وبعد أن احتل أكثر من ٧٥٠ ألف مستوطن أراضى الضفة الغربية، وكان عددهم حوالى مائة ألف عشية التوقيع على اتفاق أوسلو، أن تعمل السلطة الفلسطينية وقادة فصائل المقاومة على استعادة دور منظمة التحرير مرة أخرى لقيادة النضال الفلسطينى فى هذه المرحلة الفاصلة، التى يتعرض فيها الشعب الفلسطينى لجرائم الإبادة والقتل والتهجير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة منظمة التحرير استعادة منظمة التحرير



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 01:09 1970 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon