توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢-٢

  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال الذى مازال محل نقاش فى الأوساط العلمية والسياسية عن أسباب تصاعد اليمين المتطرف فى الغرب بشكل عام وأوروبا بشكل خاص؟ وهل سيصبح العقد القادم عقد اليمين القومى المتطرف وتدخل أوروبا والعالم حقبة جديدة تختلف عن التى عرفتها عقب الحرب العالمية الثانية وحتى حرب أوكرانيا؟.

الحقيقة، هناك مجموعة من الأسباب ساعدت على صعود اليمين المتطرف مازالت دون حل، بما يعنى أنه سيبقى فى أوروبا والعالم لعقود قادمة.

هناك سبب أول وراء تصاعده، يتمثل فى تأثير خطاب الهوية الوطنية فى مواجهة العولمة، فطالما أن العولمة مازالت خيار الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، بما فيها الصينية، فإن هذا يعنى استمرار خطاب اليمين القومى المتطرف الذى يسعى لحماية الحدود والهويات الوطنية وعرقلة حرية التجارة لصالح حماية الصناعات الوطنية، وتعزيز الشعور القومى على حساب الوحدة الأوروبية والعولمة. أما السبب الثانى فيتمثل فى عجز الأحزاب التقليدية عن حل المشاكل الاقتصادية؛ فتدهور مستوى معيشة كثير من الأوروبيين، خاصة بعد كورونا وحرب أوكرانيا، وعجز اليمين التقليدى المعتدل واليسار التقليدى عن حلها، مما عظم من الخطاب الشعبوى لليمين القومى المتطرف.

أما السبب الثالث، فقد اتضح أثناء أزمة كورونا، حيث خرجت نظريات المؤامرة الكونية التى روّج كثيرًا منها اليمين المتطرف، فاعتبر أن الشركات العالمية الكبرى صنعت الفيروس من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات مضللة مدفوعة من قوى اليمين المتطرف تثير الكراهية والعداء للأجانب، وتؤكد نظرية الفيروس المصنع أو الفيروس الصينى.

وقد مثّل صعود الصين قلقًا لدول الاتحاد الأوروبى، واعتبر اليمين القومى المتطرف أن هذا الصعود سيؤثر على هوية كل دولة أوروبية، كما أن هناك تخوفات من روسيا التى أرهقت الاتحاد الأوروبى بسبب العقوبات المفروضة عليها، وتسببت فى ارتفاع تكلفة أسعار الوقود عالميًا وأوروبيًا، وأخيرًا هناك مخاوف من هيمنة أمريكية على النظام العالمى بصورة قد تؤدى إلى إلغاء الآخرين، بمن فيهم الحلفاء الأوروبيون.

أما السبب الأخير والأهم، فهو يتعلق بتدفق المهاجرين الأجانب، وخاصة العرب والمسلمين، حيث اعتبر البعض أنهم يشكلون خطرًا على المجتمع الأوروبى، وتبنّى نظرية «الاستبدال العظيم»، التى ترى وجود مؤامرة من قبل النخب الحاكمة الرأسمالية المناصرة للعولمة والتى تدعم عمليات الهجرة الجماعية من أجل بناء عالم جديد، تختفى فيه الخصوصيات القومية والعرقية والثقافية، ويصبح قابلًا للسيطرة والتشكل بما يلبى احتياجات الاقتصاد المتعولم.

أسباب صعود تيارات اليمين القومى المتطرف مازالت قائمة ومستمرة معنا، فمازالت هناك أزمة تخص اللاجئين وأيضًا الأوروبيين من أصول مهاجرة، ومازال الخوف من الصين حاضرًا، ونظريات المؤامرة مازال هناك من يسمعها، بما يعنى أن اليمين المتطرف مستمر معنا لعقود قادمة وسيظل التحدى ترويضه، لأنه لا يمكن إلغاؤه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢ تصاعد اليمين المتطرف ٢٢



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon