توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢-٢

  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال الذى مازال محل نقاش فى الأوساط العلمية والسياسية عن أسباب تصاعد اليمين المتطرف فى الغرب بشكل عام وأوروبا بشكل خاص؟ وهل سيصبح العقد القادم عقد اليمين القومى المتطرف وتدخل أوروبا والعالم حقبة جديدة تختلف عن التى عرفتها عقب الحرب العالمية الثانية وحتى حرب أوكرانيا؟.

الحقيقة، هناك مجموعة من الأسباب ساعدت على صعود اليمين المتطرف مازالت دون حل، بما يعنى أنه سيبقى فى أوروبا والعالم لعقود قادمة.

هناك سبب أول وراء تصاعده، يتمثل فى تأثير خطاب الهوية الوطنية فى مواجهة العولمة، فطالما أن العولمة مازالت خيار الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، بما فيها الصينية، فإن هذا يعنى استمرار خطاب اليمين القومى المتطرف الذى يسعى لحماية الحدود والهويات الوطنية وعرقلة حرية التجارة لصالح حماية الصناعات الوطنية، وتعزيز الشعور القومى على حساب الوحدة الأوروبية والعولمة. أما السبب الثانى فيتمثل فى عجز الأحزاب التقليدية عن حل المشاكل الاقتصادية؛ فتدهور مستوى معيشة كثير من الأوروبيين، خاصة بعد كورونا وحرب أوكرانيا، وعجز اليمين التقليدى المعتدل واليسار التقليدى عن حلها، مما عظم من الخطاب الشعبوى لليمين القومى المتطرف.

أما السبب الثالث، فقد اتضح أثناء أزمة كورونا، حيث خرجت نظريات المؤامرة الكونية التى روّج كثيرًا منها اليمين المتطرف، فاعتبر أن الشركات العالمية الكبرى صنعت الفيروس من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات مضللة مدفوعة من قوى اليمين المتطرف تثير الكراهية والعداء للأجانب، وتؤكد نظرية الفيروس المصنع أو الفيروس الصينى.

وقد مثّل صعود الصين قلقًا لدول الاتحاد الأوروبى، واعتبر اليمين القومى المتطرف أن هذا الصعود سيؤثر على هوية كل دولة أوروبية، كما أن هناك تخوفات من روسيا التى أرهقت الاتحاد الأوروبى بسبب العقوبات المفروضة عليها، وتسببت فى ارتفاع تكلفة أسعار الوقود عالميًا وأوروبيًا، وأخيرًا هناك مخاوف من هيمنة أمريكية على النظام العالمى بصورة قد تؤدى إلى إلغاء الآخرين، بمن فيهم الحلفاء الأوروبيون.

أما السبب الأخير والأهم، فهو يتعلق بتدفق المهاجرين الأجانب، وخاصة العرب والمسلمين، حيث اعتبر البعض أنهم يشكلون خطرًا على المجتمع الأوروبى، وتبنّى نظرية «الاستبدال العظيم»، التى ترى وجود مؤامرة من قبل النخب الحاكمة الرأسمالية المناصرة للعولمة والتى تدعم عمليات الهجرة الجماعية من أجل بناء عالم جديد، تختفى فيه الخصوصيات القومية والعرقية والثقافية، ويصبح قابلًا للسيطرة والتشكل بما يلبى احتياجات الاقتصاد المتعولم.

أسباب صعود تيارات اليمين القومى المتطرف مازالت قائمة ومستمرة معنا، فمازالت هناك أزمة تخص اللاجئين وأيضًا الأوروبيين من أصول مهاجرة، ومازال الخوف من الصين حاضرًا، ونظريات المؤامرة مازال هناك من يسمعها، بما يعنى أن اليمين المتطرف مستمر معنا لعقود قادمة وسيظل التحدى ترويضه، لأنه لا يمكن إلغاؤه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢ تصاعد اليمين المتطرف ٢٢



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon