توقيت القاهرة المحلي 13:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢-٢

  مصر اليوم -

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢

بقلم - عمرو الشوبكي

السؤال الذى مازال محل نقاش فى الأوساط العلمية والسياسية عن أسباب تصاعد اليمين المتطرف فى الغرب بشكل عام وأوروبا بشكل خاص؟ وهل سيصبح العقد القادم عقد اليمين القومى المتطرف وتدخل أوروبا والعالم حقبة جديدة تختلف عن التى عرفتها عقب الحرب العالمية الثانية وحتى حرب أوكرانيا؟.

الحقيقة، هناك مجموعة من الأسباب ساعدت على صعود اليمين المتطرف مازالت دون حل، بما يعنى أنه سيبقى فى أوروبا والعالم لعقود قادمة.

هناك سبب أول وراء تصاعده، يتمثل فى تأثير خطاب الهوية الوطنية فى مواجهة العولمة، فطالما أن العولمة مازالت خيار الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، بما فيها الصينية، فإن هذا يعنى استمرار خطاب اليمين القومى المتطرف الذى يسعى لحماية الحدود والهويات الوطنية وعرقلة حرية التجارة لصالح حماية الصناعات الوطنية، وتعزيز الشعور القومى على حساب الوحدة الأوروبية والعولمة. أما السبب الثانى فيتمثل فى عجز الأحزاب التقليدية عن حل المشاكل الاقتصادية؛ فتدهور مستوى معيشة كثير من الأوروبيين، خاصة بعد كورونا وحرب أوكرانيا، وعجز اليمين التقليدى المعتدل واليسار التقليدى عن حلها، مما عظم من الخطاب الشعبوى لليمين القومى المتطرف.

أما السبب الثالث، فقد اتضح أثناء أزمة كورونا، حيث خرجت نظريات المؤامرة الكونية التى روّج كثيرًا منها اليمين المتطرف، فاعتبر أن الشركات العالمية الكبرى صنعت الفيروس من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات مضللة مدفوعة من قوى اليمين المتطرف تثير الكراهية والعداء للأجانب، وتؤكد نظرية الفيروس المصنع أو الفيروس الصينى.

وقد مثّل صعود الصين قلقًا لدول الاتحاد الأوروبى، واعتبر اليمين القومى المتطرف أن هذا الصعود سيؤثر على هوية كل دولة أوروبية، كما أن هناك تخوفات من روسيا التى أرهقت الاتحاد الأوروبى بسبب العقوبات المفروضة عليها، وتسببت فى ارتفاع تكلفة أسعار الوقود عالميًا وأوروبيًا، وأخيرًا هناك مخاوف من هيمنة أمريكية على النظام العالمى بصورة قد تؤدى إلى إلغاء الآخرين، بمن فيهم الحلفاء الأوروبيون.

أما السبب الأخير والأهم، فهو يتعلق بتدفق المهاجرين الأجانب، وخاصة العرب والمسلمين، حيث اعتبر البعض أنهم يشكلون خطرًا على المجتمع الأوروبى، وتبنّى نظرية «الاستبدال العظيم»، التى ترى وجود مؤامرة من قبل النخب الحاكمة الرأسمالية المناصرة للعولمة والتى تدعم عمليات الهجرة الجماعية من أجل بناء عالم جديد، تختفى فيه الخصوصيات القومية والعرقية والثقافية، ويصبح قابلًا للسيطرة والتشكل بما يلبى احتياجات الاقتصاد المتعولم.

أسباب صعود تيارات اليمين القومى المتطرف مازالت قائمة ومستمرة معنا، فمازالت هناك أزمة تخص اللاجئين وأيضًا الأوروبيين من أصول مهاجرة، ومازال الخوف من الصين حاضرًا، ونظريات المؤامرة مازال هناك من يسمعها، بما يعنى أن اليمين المتطرف مستمر معنا لعقود قادمة وسيظل التحدى ترويضه، لأنه لا يمكن إلغاؤه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصاعد اليمين المتطرف ٢٢ تصاعد اليمين المتطرف ٢٢



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon