توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجريمة البشعة

  مصر اليوم -

الجريمة البشعة

بقلم - عمرو الشوبكي

لم يكن يتخيل أحد أن تُقدم ممرضة، فى بلد صناعى ديمقراطى متقدم مثل بريطانيا، على ارتكاب جريمة بشعة، وتقتل، بدم بارد، أثناء عملها، أطفالًا رضع، فقد قامت الممرضة البريطانية، لوسى ليتبى، (33 عامًا)، فى قسم الأطفال، بأحد مستشفيات مدينة تشيستر الإنجليزية، بقتل 7 أطفال رضع حديثى الولادة، حيث كانت تهاجمهم فى مكان عملها، بعد مغادرة أهلهم، أو بعد مغادرة الممرضة المسؤولة، أو فى الليل عندما تكون بمفردها، وعثرت السلطات على أوراق متعلقة بالعديد من الأطفال الذين تُوفوا، خلال نوبة مداومة الممرضة ليلًا ونهارًا.

وقد قامت «لوسى» بحقنهم بالأنسولين، وأحيانًا بحقن الهواء، أو دس الحليب بالقوة فى أفواههم، ومن بين الضحايا توأمان قُتلا فى غضون 24 ساعة، ورضيع يقل وزنه عن كيلوجرام واحد، كما حاولت قتل 6 رضع آخرين، وأُدينت على جرائمها، وحُكم عليها الأسبوع الماضى بالسجن مدى الحياة، وقال القاضى فى حيثيات حكمه: «أحكم عليها بالسجن مدى الحياة»، وأوصى بعدم تطبيق أحكام الإفراج المبكر، ووجّه كلامه إلى الممرضة القاتلة: «ستقضين بقية حياتك فى السجن». يقينًا هذا النوع من الجرائم أمر نادر وغير متكرر فى كل المجتمعات والثقافات، خاصة حين تكون الضحية أطفالًا رضع ليسوا جزءًا من مشاجرة أو إساءة تتحول إلى جريمة قتل، ولن يقتلهم أحد بدافع السرقة، فهم لا يمتلكون إلا أرواحهم البريئة، وغير قادرين على المقاومة أو القيام بأى رد فعل.

هذه الجريمة الاستثنائية فى بشاعتها لم تدفع أحدًا إلى المطالبة بسحب الجنسية البريطانية من الممرضة البيضاء، كما يطالب البعض فى أوروبا بمواجهة جرائم يقوم بها أوروبيون من أصول مهاجرة، فلقد طُبق القانون العادل الصارم على الممرضة، ونالت أقصى عقوبة، وأُغلق الملف، ولنا أن نتصور ماذا سيكون رد الفعل لو كانت مرتكبة هذه الجريمة ممرضة من أصول عربية، لكان قد تم استدعاء كل الأحكام القيمية عن ثقافتها وأصولها، وحتى اسمها، ولكانت قد تعرضت لحملة عنصرية تطالب فى النهاية بسحب الجنسية البريطانية منها.

من المؤكد أن مطالبة بعض السياسيين الأوروبيين بسحب الجنسية من مواطنين أوروبيين ذوى أصول مهاجرة فى حال ارتكابهم نوعية بشعة من الجرائم أو حوادث إرهابية هى امتداد لتصور متصاعد يعتبر، ولو ضمنًا، أن هؤلاء «الأوروبيين المهاجرين» لديهم «مواطنة منقوصة» نتيجة تمييز فى الواقع وليس على الورق، ومن مظاهر هذا التمييز المطالبة بسحب الجنسية منهم دون غيرهم، فى حال ارتكبوا نوعية من الجرائم.

جريمة الممرضة البريطانية ناقوس خطر توضح تأثير الاضطرابات النفسية على نوعية من البشر، بحيث تجعلهم يرتكبون جرائم بشعة، لا يتخيل أحد حدوثها، وأن الحل لن يكون بسحب الجنسية من أى مواطن، مهما كانت أصوله، إنما اتخاذ إجراءات وقائية تحُول دون تكرار هذه الجرائم وغيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجريمة البشعة الجريمة البشعة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon