توقيت القاهرة المحلي 10:34:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حياد الدولة

  مصر اليوم -

حياد الدولة

بقلم - عمرو الشوبكي

طُويت صفحة انتخابات الرئاسة المصرية وفاز الرئيس السيسى بولاية جديدة وبقيت صفحة الإصلاح السياسى والاقتصادى مطروحة بقوة فى الولاية الجديدة.

والمؤكد أن هناك قضايا كثيرة نوقشت فى الفترة الماضية حول مستقبل الإصلاح السياسى والاقتصادى وطُرح بعضها فى جلسات الحوار الوطنى وفى وسائل الإعلام وفى خطاب العديد من الأحزاب والشخصيات العامة.

وقد ظل النقاش حول مسألة «تخارج الدولة» بشكل تدريجى من الاقتصاد أحد أبرز جوانب الإصلاح الاقتصادى خاصة فى ظل وجود أزمة اقتصادية، وبات الخروج منها يتطلب مراجعة السياسات الاقتصادية التى أدت إليها والاعتراف بالأخطاء والعمل على تصحيحها، كما بات مطلوبًا أن تراجع الدولة النموذج الاقتصادى المعتمد، وإجراء تقييم علمى وموضوعى لحصيلته ومواجهة أى سلبيات بإجراءات جراحية وسياسات جديدة.

والحقيقة أن تدخل الدولة فى المجال العام بشقيه السياسى والاقتصادى يحتاج إلى مراجعة، والاعتراف بدور الدولة ونجاحها فى بسط الاستقرار والأمن وكسر شوكة الإرهاب، وبات مطلوبًا مناقشة دورها السياسى والاقتصادى فى مرحلة جديدة مليئة بتحديات تختلف عن التحديات الوجودية التى شهدتها البلاد منذ ١٠ سنوات والتى احتاجت دورًا تدخليًّا وصلبًا من مؤسسات الدولة لمواجهتها.

مطلوب حاليًّا بحث خيارات وأدوار جديدة للدولة تقوم على استدعاء دورها كمنظم محايد للمجال العام بشقيه السياسى والاقتصادى لأن الدولة المتدخلة فى المجال العام غير الدولة المنظمة للمجال العام، والدولة الضامنة لحقوق الجميع السياسية والاقتصادية غير الدولة التى تعتبر نفسها طرفًا فى الفعل السياسى ولاقتصادى.

حياد الدولة يعنى خضوع جميع المؤسسات لنفس المعايير ونفس قواعد المنافسة وجهات الرقابة، كما بات مطلوبًا إعطاء مساحات وأدوار أكبر للنقابات المهنية والعمالية والاستماع لمشاكل أهل الحرف والصناعات والمهنيين واعتبارها أقرب لبرنامج عمل يُقدّم للرئيس فى ولايته الجديدة.

فى مصر أحزاب كثيرة معظمها ضعيف ولضمان فاعليتها لابد من الفصل بين مؤسسات الدولة وأى نشاط سياسى وحزبى. ولأن النخب الحزبية والسياسية لا تزال غير قادرة على تقديم قيادات صف أول للحكم والإدارة بمفردها فهى فى حاجة لكوادر الدولة لتشاركها فى هذه المهام، وهو يتطلب أن تضمن لها مساحة مستقلة وحقيقية للفعل والحركة فى إطار القواعد الدستورية والقانونية حتى تسطيع أن تساهم فى الاستقرار والتنمية ولعب دور الوسيط السياسى بين الدولة والمواطنين.

إن بداية الإصلاح السياسى فى مصر لن تكون إلا بقيام مؤسسات الدولة بدور المنظم والضامن، وهما شرطان بديهيان لنجاح الإصلاح السياسى وبداية الطريق للخروج من أزماتنا الاقتصادية. ستبقى تحديات مصر الحالية مختلفة عن تلك التى شهدتها البلاد منذ عشر سنوات، وهى تتطلب إجراءات جديدة فى السياسة والاقتصاد واستكمال الجوانب الإيجابية التى حققتها مصر ومواجهه السلبيات وتصحيح أى أخطاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياد الدولة حياد الدولة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon