توقيت القاهرة المحلي 11:04:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاكمة للتاريخ 2

  مصر اليوم -

محاكمة للتاريخ 2

بقلم - عمرو الشوبكي

المحاكمة التى وصفها الفرنسيون بالتاريخية حملت تفاصيل ومعارك قانونية عميقة، فقد استمرت 10 أشهر، وحضرها عشرات المحامين ومئات الشهود و415 مُدَّعٍ بالحق المدنى، كما طلبت المحكمة حضور باحثين متخصصين لمساعدتها على فهم ظاهرة العنف والتطرف، فحضر الباحث الفرنسى، الشاب «هيجو ميشرون» (Hugo Micheron)، الذى له كتاب شهير يحمل عنوان «الجهاديون الفرنسيون.. أحياء سوريا سجن»، حيث أجرى مقابلات مع العناصر المتطرفة، وخاصة فى السجون، وخرج باستخلاصات مهمة فى هذا المجال.

واستمعت المحكمة مطولًا أيضًا لآراء خبراء أمنيين، بجانب عشرات الصحفيين، ولم تُنقل أى من جلسات المحكمة على الهواء فى أى قناة تليفزيونية.

المحامية الفرنسية الشهيرة، «أوليفيا رونن»، التى ليست لها أى أصول عربية أو إسلامية، دافعت عن صلاح عبدالسلام بقوة، وبدَت مقتنعة بأنه شاب بسيط غُرِّر به، وهو دفاع تم دحضه بذهاب «عبدالسلام» إلى سوريا، ثم إنه حمل حزامًا ناسفًا وكان ينوى قتل عشرات الأبرياء، وإلقاؤه بالحزام وعدم تنفيذه العملية الانتحارية خوفًا على حياته لا يعنى أنه كما اعتبرت المحكمة لم يكن عضوًا محاربًا فى تنظيم الدولة.

لم تستضف كل القنوات الفرنسية أيًّا من المحامين الذين دافعوا عمّن أُدينوا بالإرهاب، وعلى رأسهم صلاح

عبدالسلام، واكتفت بعرض ما يقولونه بشكل سردى فى الصحف المختلفة، فى حين استضافت على شاشاتها إما باحثين مستقلين أو صحفيين أو مُدَّعين بالحق المدنى بجانب بالطبع أهالى ومحامى الضحايا، ولم يكن هناك نقاش «ديمقراطى» مثلًا بين أهالى الضحايا ومحامى المدانين بالإرهاب على سبيل الإثارة ورفع نسب المشاهدة، إنما كان الحضور الإعلامى فقط لضحايا الإرهاب وليس مَن قاموا به.

صحيح أن الصحافة الورقية نشرت ما يقوله المحامون سواء مَن كانوا مع أهالى الضحايا أو مع مَن أُدينوا بالإرهاب، وعرضت بشكل سردى «بارد» ما قالته محامية صلاح عبدالسلام، وهو أمر مفهوم فى الصحافة الورقية، التى لا يزال يُنظر لها على أن لها اليد العليا فى التوثيق والتأريخ، على خلاف القنوات التليفزيونية، التى تحضر فيها الصورة والمشاعر الحية التى يمكن أن تحول المناقشات بين الأطراف المختلفة إلى نقاش بين مَن يبرر الإرهاب ومَن يرفضه ويجعل استخدام العنف والسلاح كأنه وجهة نظر.

وصْف الفرنسيين المحاكمة بأنها «للتاريخ» حقيقى، فلم تشهد فرنسا فى تاريخها المعاصر عملية إرهابية بهذه القسوة وسقط فيها هذا العدد من الضحايا، ومع ذلك واجهت الدماء والإرهاب بالقانون وبأداء رفيع ومهنى للسلطة القضائية، التى أصدرت فى النهاية حكمها بالسجن المؤبد (مدى الحياة) على صلاح عبدالسلام، وأدانت بالمؤبد ثلاثة آخرين، أحدهم هو محمد عبرينى، الذى حصل على حكم بالمؤبد، يمكن له بعد 22 عامًا أن يطلب عفوًا لأنه استأجر سيارة استُخدمت فى العملية الإرهابية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة للتاريخ 2 محاكمة للتاريخ 2



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon