توقيت القاهرة المحلي 20:11:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاكمة للتاريخ 2

  مصر اليوم -

محاكمة للتاريخ 2

بقلم - عمرو الشوبكي

المحاكمة التى وصفها الفرنسيون بالتاريخية حملت تفاصيل ومعارك قانونية عميقة، فقد استمرت 10 أشهر، وحضرها عشرات المحامين ومئات الشهود و415 مُدَّعٍ بالحق المدنى، كما طلبت المحكمة حضور باحثين متخصصين لمساعدتها على فهم ظاهرة العنف والتطرف، فحضر الباحث الفرنسى، الشاب «هيجو ميشرون» (Hugo Micheron)، الذى له كتاب شهير يحمل عنوان «الجهاديون الفرنسيون.. أحياء سوريا سجن»، حيث أجرى مقابلات مع العناصر المتطرفة، وخاصة فى السجون، وخرج باستخلاصات مهمة فى هذا المجال.

واستمعت المحكمة مطولًا أيضًا لآراء خبراء أمنيين، بجانب عشرات الصحفيين، ولم تُنقل أى من جلسات المحكمة على الهواء فى أى قناة تليفزيونية.

المحامية الفرنسية الشهيرة، «أوليفيا رونن»، التى ليست لها أى أصول عربية أو إسلامية، دافعت عن صلاح عبدالسلام بقوة، وبدَت مقتنعة بأنه شاب بسيط غُرِّر به، وهو دفاع تم دحضه بذهاب «عبدالسلام» إلى سوريا، ثم إنه حمل حزامًا ناسفًا وكان ينوى قتل عشرات الأبرياء، وإلقاؤه بالحزام وعدم تنفيذه العملية الانتحارية خوفًا على حياته لا يعنى أنه كما اعتبرت المحكمة لم يكن عضوًا محاربًا فى تنظيم الدولة.

لم تستضف كل القنوات الفرنسية أيًّا من المحامين الذين دافعوا عمّن أُدينوا بالإرهاب، وعلى رأسهم صلاح

عبدالسلام، واكتفت بعرض ما يقولونه بشكل سردى فى الصحف المختلفة، فى حين استضافت على شاشاتها إما باحثين مستقلين أو صحفيين أو مُدَّعين بالحق المدنى بجانب بالطبع أهالى ومحامى الضحايا، ولم يكن هناك نقاش «ديمقراطى» مثلًا بين أهالى الضحايا ومحامى المدانين بالإرهاب على سبيل الإثارة ورفع نسب المشاهدة، إنما كان الحضور الإعلامى فقط لضحايا الإرهاب وليس مَن قاموا به.

صحيح أن الصحافة الورقية نشرت ما يقوله المحامون سواء مَن كانوا مع أهالى الضحايا أو مع مَن أُدينوا بالإرهاب، وعرضت بشكل سردى «بارد» ما قالته محامية صلاح عبدالسلام، وهو أمر مفهوم فى الصحافة الورقية، التى لا يزال يُنظر لها على أن لها اليد العليا فى التوثيق والتأريخ، على خلاف القنوات التليفزيونية، التى تحضر فيها الصورة والمشاعر الحية التى يمكن أن تحول المناقشات بين الأطراف المختلفة إلى نقاش بين مَن يبرر الإرهاب ومَن يرفضه ويجعل استخدام العنف والسلاح كأنه وجهة نظر.

وصْف الفرنسيين المحاكمة بأنها «للتاريخ» حقيقى، فلم تشهد فرنسا فى تاريخها المعاصر عملية إرهابية بهذه القسوة وسقط فيها هذا العدد من الضحايا، ومع ذلك واجهت الدماء والإرهاب بالقانون وبأداء رفيع ومهنى للسلطة القضائية، التى أصدرت فى النهاية حكمها بالسجن المؤبد (مدى الحياة) على صلاح عبدالسلام، وأدانت بالمؤبد ثلاثة آخرين، أحدهم هو محمد عبرينى، الذى حصل على حكم بالمؤبد، يمكن له بعد 22 عامًا أن يطلب عفوًا لأنه استأجر سيارة استُخدمت فى العملية الإرهابية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة للتاريخ 2 محاكمة للتاريخ 2



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon