توقيت القاهرة المحلي 15:13:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعب بالنار

  مصر اليوم -

اللعب بالنار

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن قائد قوات فاغنر، «يفجينى بريجوجين»، إعادة مقاتليه إلى معسكراتهم حقنًا للدماء، رغم أنه كما قال، «كان على بُعد ٢٠٠ كيلومتر من موسكو»، وبعد أن تدخل رئيس بيلاروسيا طوال أمس، وفتح قناة اتصال مع بريجوجين، وبالتنسيق مع الرئيس الروسى.

والحقيقة أن تجربة فاجنر كانت «لعبًا بالنار»، وحمل تأسيسها مخاطرة كبيرة على الدولة والنظام الذي أنشأها، فقد تأسست في ٢٠١٤ عقب ضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم، وضمت في البداية ألف عنصر باعتبارها «شركة عسكرية خاصة»، في حين وصفها البعض الآخر بأنها جماعة عسكرية شبه رسمية.

وقد تضاعفت أعدادها حتى وصلت في أوكرانيا وحدها إلى حوالى ٢٠ ألف عنصر، وأبدى قائدها تحفظات كثيرة على أداء القادة العسكريين الروس في الحرب، ووجّه انتقادات حادة إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان.

وقد لعبت فاجنر أدوارًا مهمة حلت فيها محل الدولة، واستثمرت «المساحة الرمادية»، التي تفصلها عن الحكومة الرسمية، وتحركت في مساحات كان صعبًا على روسيا أن تتواجد فيها بشكل رسمى من خلال جيشها النظامى، فتواجدت في ليبيا وإفريقيا الوسطى ومدغشقر وأخيرًا مالى، بعد الانقلاب العسكرى وانسحاب القوات الفرنسية، ثم كان دورها المؤثر في الحرب الأوكرانية، حيث حسمت المواجهات في مدينة باخموت، وتمتعت بأداء قتالى مميز.

ورغم المساحات الخاصة التي تمتعت بها قوات فاجنر والنجاحات التي حققتها في أكثر من مكان بجانب الخدمات التي قدمتها للدولة الروسية، فإنها تمثل تهديدًا حقيقيًّا للنظام القائم مهما قدمت له من خدمات، فوجود قوى عسكرية موازية لمؤسسات الدولة يعكس أزمة حقيقية في بنية أي نظام سياسى وليس فقط النظام الروسى لأنها تكررت في أكثر من بلد في العالم من العراق مع الحشد الشعبى مرورًا بالحوثيين في اليمن وانتهاء بالدعم السريع في السودان.

صحيح أن هذه الخبرات تختلف في سياقها وفى بنية جماعاتها المسلحة، كما أن حالة روسيا عرفت نظامًا لديه أدوات للردع والضبط الداخلى وأيضًا درجة من التقدم تسمح بالتفاهم والوصول إلى حلول وسط مثلما جرى بين فاجنر والدولة الروسية برعاية لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا.

انسحاب قوات فاجنر من مدينة روستوف الجنوبية وعودتهم إلى «قواعدهم حقنًا للدماء» أنهى المظهر العسكرى لهذا التمرد، ولكنه لم يُنْهِ تداعياته السياسية، فزعيم فاجنر يرغب في تغيير وزير الدفاع ورئيس الأركان، وهو مطلب تشير كثير من التقارير الغربية إلى أنه ربما يكون قد جرى تفاهم حوله، ولكن تنفيذه لن يكون في الوقت الحالى إنما سيكون في المستقبل القريب.

رغم كل البريق والخدمات التي تقدمها القوات غير النظامية لحكوماتها، فإنها تبقى ظاهرة خطرة ولعبًا بالنار ومعرفة أسباب إقدام بعض الدول المتقدمة والنامية على القيام بهذه الخطوة تتطلب البحث والمراجعة العميقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالنار اللعب بالنار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon