توقيت القاهرة المحلي 11:04:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملء الثالث

  مصر اليوم -

الملء الثالث

بقلم - عمرو الشوبكي

احتفلت إثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة وأضافت تخزين 7 مليارات متر مكعب عند منسوب 597 مترا فوق سطح البحر، ليصبح إجمالى المخزون فى بحيرة سد النهضة حوالى 15 مليار متر مكعب، وكرر رئيس الوزراء الإثيوبى نفس الكلام السابق بأن بلاده لا تستهدف بهذا الملء الإضرار بمصالح مصر المائية.

ولم تصل إثيوبيا إلى ما أعلنته بأنها تنوى مع الملء الثالث تخزين 22 مليار متر مكعب، ربما بسبب فشل فنى وإدارى وهو ما يضع علامات استفهام كثيرة على قدرة إثيوبيا على إدارة هذا السد فى حال اكتماله، وقد يكون هناك عجز فى التمويل دفعها أيضا لتأجيل التعلية والتخزين، أو نتيجة بعض الضغوط الدولية التى دفعتها إلى التأجيل للمناورة مرة أخرى.

ورغم عمق الأزمة الداخلية والمواجهات المسلحة التى تجرى بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراى، بجانب وجود تعثر إدارى وفنى ومالى كبير، إلا أن ذلك لم يؤد إلى مراجعة موقفها من قضية تخزين المياه، وأجرت ملئا ثالثا سيضر مع الوقت بمصالح مصر والسودان.

فمازالت إثيوبيا تؤكد على أن هدفها هو ملء خزان السد بـ 74 مليار متر مكعب لكى تمتلك المحطة الأكبر إفريقيا لتوليد الكهرباء، وهو أمر يمكن تحقيقه بأقل بكثير من نصف هذه الكمية بما يعنى أن الهدف ليس توليد الكهرباء إنما التحكم فى المياه بعملية التخزين بحثا عن المكانة والنفوذ على حساب الدول الأخرى.

والحقيقة أن رفض مصر للملء الثالث يجب أن يكون خطوة فى اتجاه مواجهة التعنت الإثيوبى، فقد بدا واضحا أن إثيوبيا تتصور أنها فى وضع تفاوضى أفضل منذ توقيع مصر على اتفاق إعلان المبادئ فى 2015، فرغم أن مصر قبلت حق إثيوبيا فى التنمية والاستفادة من بناء السد فى توليد الكهرباء بشرط ألا تتضرر مصالحها المائية وأمنها القومى، تعاملت إثيوبيا على أنها امتلكت ورقة الأمر الواقع أى بناء السد وفرضه، وروجت لخطاب سياسى ودعائى عبأ خلفه قطاعا من الشعب الإثيوبى، وليس الجميع، لأن الانقسام بين الحكومة المركزية وإقليم تيجراى أعمق من أن يخفيها التوحد خلف مشروع بناء سد النهضة.

الخطاب السياسى والإعلامى المصرى اعتبر وهو محق أن لإثيوبيا الحق فى بناء السد وفق تصور أن التنمية من حق إثيوبيا، والحياة حق لمصر، فالتزمت إثيوبيا بالشق الأول ولم تحترم الشق الثانى، ودخلت مصر فى مفاوضات على مدار ثلاثة أعوام، وانتهت كالعادة إلى لا شىء.

تحتاج مصر إلى مشاركة شعبية تدعم خطابا سياسيا خشنا يبنى على أداء وزير الخارجية وخطابه فى مجلس الأمن فى يونيو 2020، ويوظف الأدوات السياسية والقانونية والدعائية لدحض الدعاية الإثيوبية، ويعتبر الأعمال الخشنة خيارا واردا واضطراريا قد تفرضه التهديدات الوجودية لأمن مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملء الثالث الملء الثالث



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon