توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملء الثالث

  مصر اليوم -

الملء الثالث

بقلم - عمرو الشوبكي

احتفلت إثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة وأضافت تخزين 7 مليارات متر مكعب عند منسوب 597 مترا فوق سطح البحر، ليصبح إجمالى المخزون فى بحيرة سد النهضة حوالى 15 مليار متر مكعب، وكرر رئيس الوزراء الإثيوبى نفس الكلام السابق بأن بلاده لا تستهدف بهذا الملء الإضرار بمصالح مصر المائية.

ولم تصل إثيوبيا إلى ما أعلنته بأنها تنوى مع الملء الثالث تخزين 22 مليار متر مكعب، ربما بسبب فشل فنى وإدارى وهو ما يضع علامات استفهام كثيرة على قدرة إثيوبيا على إدارة هذا السد فى حال اكتماله، وقد يكون هناك عجز فى التمويل دفعها أيضا لتأجيل التعلية والتخزين، أو نتيجة بعض الضغوط الدولية التى دفعتها إلى التأجيل للمناورة مرة أخرى.

ورغم عمق الأزمة الداخلية والمواجهات المسلحة التى تجرى بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراى، بجانب وجود تعثر إدارى وفنى ومالى كبير، إلا أن ذلك لم يؤد إلى مراجعة موقفها من قضية تخزين المياه، وأجرت ملئا ثالثا سيضر مع الوقت بمصالح مصر والسودان.

فمازالت إثيوبيا تؤكد على أن هدفها هو ملء خزان السد بـ 74 مليار متر مكعب لكى تمتلك المحطة الأكبر إفريقيا لتوليد الكهرباء، وهو أمر يمكن تحقيقه بأقل بكثير من نصف هذه الكمية بما يعنى أن الهدف ليس توليد الكهرباء إنما التحكم فى المياه بعملية التخزين بحثا عن المكانة والنفوذ على حساب الدول الأخرى.

والحقيقة أن رفض مصر للملء الثالث يجب أن يكون خطوة فى اتجاه مواجهة التعنت الإثيوبى، فقد بدا واضحا أن إثيوبيا تتصور أنها فى وضع تفاوضى أفضل منذ توقيع مصر على اتفاق إعلان المبادئ فى 2015، فرغم أن مصر قبلت حق إثيوبيا فى التنمية والاستفادة من بناء السد فى توليد الكهرباء بشرط ألا تتضرر مصالحها المائية وأمنها القومى، تعاملت إثيوبيا على أنها امتلكت ورقة الأمر الواقع أى بناء السد وفرضه، وروجت لخطاب سياسى ودعائى عبأ خلفه قطاعا من الشعب الإثيوبى، وليس الجميع، لأن الانقسام بين الحكومة المركزية وإقليم تيجراى أعمق من أن يخفيها التوحد خلف مشروع بناء سد النهضة.

الخطاب السياسى والإعلامى المصرى اعتبر وهو محق أن لإثيوبيا الحق فى بناء السد وفق تصور أن التنمية من حق إثيوبيا، والحياة حق لمصر، فالتزمت إثيوبيا بالشق الأول ولم تحترم الشق الثانى، ودخلت مصر فى مفاوضات على مدار ثلاثة أعوام، وانتهت كالعادة إلى لا شىء.

تحتاج مصر إلى مشاركة شعبية تدعم خطابا سياسيا خشنا يبنى على أداء وزير الخارجية وخطابه فى مجلس الأمن فى يونيو 2020، ويوظف الأدوات السياسية والقانونية والدعائية لدحض الدعاية الإثيوبية، ويعتبر الأعمال الخشنة خيارا واردا واضطراريا قد تفرضه التهديدات الوجودية لأمن مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملء الثالث الملء الثالث



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon