توقيت القاهرة المحلي 23:20:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض

  مصر اليوم -

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض

بقلم : عمرو الشوبكي

خص الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما القاهرة دون غيرها من عواصم العالمين العربى والإسلامى ليقول كلمته الأولى للشعوب الإسلامية من على منبر جامعة القاهرة العريق، وعقب سنوات جورج بوش القاسية، التى انتهت بجرح عراقى غائر لايزال ينزف دما حتى هذه اللحظة، منذ أن غزته القوات الأمريكية فى 2003 وأسقطت نظامه وهدمت دولته الوطنية.

ومرت الأيام وفشلت إدارة أوباما فى حل كثير من الملفات العالقة فى الشرق الأوسط من الاحتلال الإسرائيلى، مرورا بالملف السورى، وانتهاء بالتعامل مع الثورات العربية، وموقفها المراهق من مبارك الذى تحول إسقاطه إلى هدف فى ذاته.

والمؤكد أن ما جرى فى هذه الفترة لا يعكس فقط أو أساسا فشلا للإدارة الأمريكية السابقة، إنما هو أيضا فشل لنا، حين فعلنا عكس ما قامت به كل تجارب الانتقال الديمقراطى فى وضع القواعد القانونية والدستورية قبل بدء التنافس السياسى وسلمت البلد للإخوان دون أى التزامات أو استحقاقات دستورية مسبقة، فوضعوا هم هذه القواعد لتخدم مشروعهم فى التمكين الأبدى للسلطة.

تعثرنا نحن فى تجربتنا عقب ثورة يناير وألقينا كل المسؤولية (وليس جانبا منها) على إدارة أوباما وتدخلها فى شؤوننا الداخلية، وهلل بعضنا للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب رغم خطابه المتطرف، وقرر الرجل أن تكون محطته الأولى لمخاطبة العالم الإسلامى هى الرياض، مخاطبا الحكام وليس الشعوب، لأن من خاطب الشعوب منذ 8 سنوات فى القاهرة لم ينجح فلم يقنع الشعوب وكرهه الحكام.

رجل أعمال يحمل ثقافة التاجر مثل ترامب «جاب من الآخر»، كما يقال باللهجة المصرية، فتجاهل منذ البداية الأوزان الثقافية والحضارية فى العالم الإسلامى لصالح الوزن الاقتصادى والمالى، كما أنه اعتبر متسقا مع رؤية اليمين القومى المتطرف فى أمريكا وأوروبا التى تقول لا داعى لمخاطبة شعوب العالم الإسلامى، فقد راهنا عليها عقب الثورات العربية ولكنها فشلت وانتهت فى معظمها بخراب واقتتال أهلى وتصدير للإرهاب واللاجئين، واختار الرجل بكل وضوح السعودية لوزنها الإقليمى والاقتصادى ووقّع معها صفقات سلاح قيمتها 100 مليار دولار.

إن فشل رهانات أوباما، التى هلل لها البعض، هو فى جانب منه فشل لنا، فمؤسف أن يتصور البعض أننا لم ندفع ثمن غياب قيمة المشاركة الشعبية والرهان على الشعوب، وتراجع الرهان على مصر كقيمة معنوية وتاريخية أو منصة لمخاطبة العالم الإسلامى، بصرف النظر عن رأينا فى حجم فشل إدارة أوباما.

معاركنا الداخلية وانقسام المجتمع وحروب التخوين والتكفير.. كل ذلك جعل صورة المجتمع المصرى ونظم حكمه شديدة السلبية لدى كثير من عواصم العالم، خاصة بعد أن أُهدرت كثير من أوراق القوة المعنوية والثقافية والسياسية فى بلد الندرة الاقتصادية.

لقد اخترنا أن نفقد كثيرا من أوراقنا السياسية ومن قوتنا الناعمة ونعلقها على شماعة أوباما ونحن نعلم علم اليقين أننا لن نكون رقما مهما بين بلاد الوفرة الاقتصادية ولا فى حسابات الرئيس الجديد رجل الأعمال ترامب، ومع ذلك نصر على أن نهدر ما تبقى من إرثنا الثقافى والسياسى.

قمة ترامب فى الرياض مهمة للسعودية وللعالم العربى، وحضورنا فى كل الأحوال مطلوب، إلا أننا بالتأكيد لو كنا نجحنا فى مسارنا الإصلاحى، سواء من داخل نظام مبارك أو عقب ثورة يناير، لكنا اليوم فى وضع اقتصادى وسياسى يسمح لنا بأن نعقد أى قمة أمريكية تخص العالم العربى على أرضنا.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض أوباما فى القاهرة وترامب فى الرياض



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 20:39 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - يوسف الشريف خارج دراما رمضان 2025

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

حمادة صدقي يعلن دراسة السنغال بشكل جيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon