توقيت القاهرة المحلي 20:21:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنظومة الجديدة

  مصر اليوم -

المنظومة الجديدة

بقلم - عمرو الشوبكي

عرف العراق منظومتين مأزومتين للحكم: الأولى شهدها فى عهد الرئيس الراحل صدام حسين، والثانية وضعت عقب الغزو والاحتلال الأمريكى للعراق فى ٢٠٠٣، ومازال حتى اللحظة يبحث عن منظومة جديدة يتجاوز بها المنظومتين.

والحقيقة أن مشهد اقتحام التيار الصدرى للبرلمان والمظاهرات المؤيدة والرافضة له، والانقسام السياسى والمجتمعى، دفع البعض للقول بإنه لا يمكن حكم العراق إلا بصدام حسين جديد، وأننا بلاد لا تصلح فيها الديمقراطية، وأن الوضع فى عهد صدام كان أكثر أمنا وتقدما ورخاء من الوضع الحالى، وهو جزئيا صحيح لكنه ينسى أو يتناسى، أنه دخل فى حرب 7 سنوات مع إيران، وبمجرد انتهائها بأشهر معدودة قرر أن يغزو الكويت ويشطبها من على خريطة العالم، وكان هذا القرار سببا فى قيام التحالف الدولى الذى قادته أمريكا وشاركت فيه دول عربية وبغطاء شرعى من الأمم المتحدة بالحرب على العراق وتحرير الكويت، ثم حصار الأول من قبل أمريكا لما يقرب من 10 سنوات ثم غزوه فى 2003 على يد قواتها ودون الاستناد إلى الشرعية الدولية.

ومنذ ذلك التاريخ أسقط الاحتلال الأمريكى الدولة العراقية، وأقام أخرى هشة خضعت لسطوة أحزاب المحاصصة الطائفية التى ظلت تتحكم فى مصير البلاد لما يقرب من 20 عاما، حتى وصلت هذه الصيغة إلى نهايتها، واتضح عجزها وفشلها.

وشهدت البلاد فى السنوات الأخيرة انتفاضة شعبية فى مواجهة منظومة المحاصصة الطائفية، ونجحت فى هزها بشدة دون أن تستطيع إسقاطها، وتعرضت لقمع شديد على يد الميليشيات الطائفية، كما حاربتها إيران ووقفت أحزابها ضدها. وجاءت محاولة مقتدى الصدر كمحاولة للتغيير من داخل «البيت الشعبى» ورفع شعارات استقلالية فى مواجهة إيران وأعلن محاربته للفساد.

والحقيقة أن منظومتى الأزمة، القائمة أساسا على منظومة المحاصصة الطائفية، والمنظومة الديكتاتورية السابقة، يجب تجاوزهما نحو بناء منظومة مدنية دميقراطية، وأن المشاهد الحالية من اقتحام للبرلمان واحتقان سياسى ومجتمعى لن تكون مواجهتها بالحنين إلى النظام السابق.

والحقيقة أن الأزمة الحالية لا يجب أن يكون حلها بالقول إن «الاستبداد هو الحل» أو أن بلادنا لا تصلح فيها الديمقراطية لأن «أصل الداء» فى مآسى العراق هو ما جرى فى عهد النظام السابق وغياب الحد الأدنى من النقاش حول قرارات مصيرية مثل الحروب والغزوات، فالديكتاتورية هى التى جعلت لا أحد قادرا على رفض قرار صدام حسين بغزو واحتلال الكويت، لأنه لا يوجد طالب (وليس باحثا) فى مجال العلاقات الدولية إلا وسيقول مستحيل سيسمح للعراق باحتلال بلد نفطى ثرى فى قلب المنظومة العالمية مثل الكويت، وأن نتائج هذه الخطوة ستكون كارثية على العراق والمنطقة، بصرف النظر عن أى حجج ومبررات.

ستبقى أزمة العراق قائمة حتى ينجح شعبه الصابر والعظيم فى تجاوز منظومة المحاصصة الطائفية بتأسيس دولة قانون وليس العودة للخلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنظومة الجديدة المنظومة الجديدة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon