توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنظومة الجديدة

  مصر اليوم -

المنظومة الجديدة

بقلم - عمرو الشوبكي

عرف العراق منظومتين مأزومتين للحكم: الأولى شهدها فى عهد الرئيس الراحل صدام حسين، والثانية وضعت عقب الغزو والاحتلال الأمريكى للعراق فى ٢٠٠٣، ومازال حتى اللحظة يبحث عن منظومة جديدة يتجاوز بها المنظومتين.

والحقيقة أن مشهد اقتحام التيار الصدرى للبرلمان والمظاهرات المؤيدة والرافضة له، والانقسام السياسى والمجتمعى، دفع البعض للقول بإنه لا يمكن حكم العراق إلا بصدام حسين جديد، وأننا بلاد لا تصلح فيها الديمقراطية، وأن الوضع فى عهد صدام كان أكثر أمنا وتقدما ورخاء من الوضع الحالى، وهو جزئيا صحيح لكنه ينسى أو يتناسى، أنه دخل فى حرب 7 سنوات مع إيران، وبمجرد انتهائها بأشهر معدودة قرر أن يغزو الكويت ويشطبها من على خريطة العالم، وكان هذا القرار سببا فى قيام التحالف الدولى الذى قادته أمريكا وشاركت فيه دول عربية وبغطاء شرعى من الأمم المتحدة بالحرب على العراق وتحرير الكويت، ثم حصار الأول من قبل أمريكا لما يقرب من 10 سنوات ثم غزوه فى 2003 على يد قواتها ودون الاستناد إلى الشرعية الدولية.

ومنذ ذلك التاريخ أسقط الاحتلال الأمريكى الدولة العراقية، وأقام أخرى هشة خضعت لسطوة أحزاب المحاصصة الطائفية التى ظلت تتحكم فى مصير البلاد لما يقرب من 20 عاما، حتى وصلت هذه الصيغة إلى نهايتها، واتضح عجزها وفشلها.

وشهدت البلاد فى السنوات الأخيرة انتفاضة شعبية فى مواجهة منظومة المحاصصة الطائفية، ونجحت فى هزها بشدة دون أن تستطيع إسقاطها، وتعرضت لقمع شديد على يد الميليشيات الطائفية، كما حاربتها إيران ووقفت أحزابها ضدها. وجاءت محاولة مقتدى الصدر كمحاولة للتغيير من داخل «البيت الشعبى» ورفع شعارات استقلالية فى مواجهة إيران وأعلن محاربته للفساد.

والحقيقة أن منظومتى الأزمة، القائمة أساسا على منظومة المحاصصة الطائفية، والمنظومة الديكتاتورية السابقة، يجب تجاوزهما نحو بناء منظومة مدنية دميقراطية، وأن المشاهد الحالية من اقتحام للبرلمان واحتقان سياسى ومجتمعى لن تكون مواجهتها بالحنين إلى النظام السابق.

والحقيقة أن الأزمة الحالية لا يجب أن يكون حلها بالقول إن «الاستبداد هو الحل» أو أن بلادنا لا تصلح فيها الديمقراطية لأن «أصل الداء» فى مآسى العراق هو ما جرى فى عهد النظام السابق وغياب الحد الأدنى من النقاش حول قرارات مصيرية مثل الحروب والغزوات، فالديكتاتورية هى التى جعلت لا أحد قادرا على رفض قرار صدام حسين بغزو واحتلال الكويت، لأنه لا يوجد طالب (وليس باحثا) فى مجال العلاقات الدولية إلا وسيقول مستحيل سيسمح للعراق باحتلال بلد نفطى ثرى فى قلب المنظومة العالمية مثل الكويت، وأن نتائج هذه الخطوة ستكون كارثية على العراق والمنطقة، بصرف النظر عن أى حجج ومبررات.

ستبقى أزمة العراق قائمة حتى ينجح شعبه الصابر والعظيم فى تجاوز منظومة المحاصصة الطائفية بتأسيس دولة قانون وليس العودة للخلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنظومة الجديدة المنظومة الجديدة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon