توقيت القاهرة المحلي 10:10:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس فرحًا

  مصر اليوم -

ليس فرحًا

بقلم - عمرو الشوبكي

يجب أن تثير أحكام الإعدام الكبيرة فى أى مجتمع مشاعر وأسئلة كثيرة، يجب ألا يكون من بينها الفرح، إنما الحزن على ما وصل إليه المجتمع من قيام جزء من أبنائه بارتكاب عمليات عنف وإرهاب، وكيف نجح قادة الإخوان فى ممارسة غسل دماغ قطاع من الشباب دفعه إلى حمل السلاح وارتكاب عمليات إرهابية؟ وكيف دخل 19 عنصراً مسلحاً اعتصام «رابعة»، فكانوا سبباً رئيسياً وراء سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، فى حين لم يحمل متظاهر واحد فى ميدان التحرير طوال 18 يوماً من ثورة يناير سلاحاً أبيض واحداً.

علينا أن نحزن على كل ضحايا رابعة السلميين، ونحزن على سقوط 700 مصرى، بينهم ما يقرب من 40 من رجال الأمن، مازالت جماعة الإخوان حتى اللحظة لا تعتبرهم من بين الضحايا.

والحقيقة أنه لا يوجد بلد يعتبر أنه حل مشكلة العنف والإرهاب فى أعداد أحكام الإعدام إنما المطلوب هو مواجهة البيئة الحاضنة التى أفرزت كل مَن مارس العنف ومعرفة الأسباب التى تجعل الإرهاب مستمراً معنا، ويحصد كل يوم أرواح رجال الشرطة والجيش.

المجتمعات التى ترغب فى التقدم تتحسر على أن من بين أبنائها طلاباً ومهندسين وأطباء وحرفيين مهرة اختاروا أن يكونوا إرهابيين، وأن يصبحوا جزءاً من منظومة العنف والتطرف. هذا أمر يجب أن يُحزن المصريين، وأن يعملوا جميعاً على مواجهته بأدوات سياسية واجتماعية ودينية وأمنية، لا أن ينتظروا حكماً عادلاً ونهائياً بإعدام إرهابيين، فيمسكوا فيه ويعتبروه نصراً، وينسوا أن النصر الحقيقى هو حماية المجتمع، خاصة شبابه، من تأثير منظومة التطرف.

أحكام الإعدام الأخيرة أثارت انتقادات دولية واسعة، خاصة بيان مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأم المتحدة، والذى صدر مؤخراً، وفى نفس الوقت لم تقم الدولة بأى دور فى الخارج، حتى ولو بعرض ما عندها، فالحكم الأخير سيُنقض، فقد سبق لمحكمة النقض أن نقضت أحكام إعدام سابقة، «أذكر أنى كنت مشاركاً فى ندوة رَعَتْها السفارة المصرية فى باريس فى 2014 عن شرعية (30 يونيو)، وفوجئت بتحول الرأى العام الفرنسى ورجال القانون، الذين كانوا رافضين حكم الإخوان، بعد صدور أحكام بإعدام 500 شخص نُقضت بعد ذلك»، كما ألغت الشهر الماضى إدراج «أبوتريكة» وآخرين على قوائم الإرهاب.

لدينا فرصة للتأثير فى المجتمع الدولى لو ترجمنا حكم محكمة النقض لصالح «أبوتريكة» إلى مسار سياسى يميز بين مَن تعاطفوا أو أيدوا، على خطأ، الإخوان- «نموذج أبوتريكة»- ومَن أيدوا أو حرّضوا أو مارسوا العنف والإرهاب، وهو مسار تحتاجه البلاد فى الداخل والخارج، فهل من مجيب؟.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس فرحًا ليس فرحًا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon