توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظاهرتان

  مصر اليوم -

مظاهرتان

بقلم - عمرو الشوبكي

شهدت فرنسا يومى السبت والأحد الماضيين مظاهرتين مختلفتين في جمهورهما وتوجهاتهما، فالأولى كانت مؤيدة للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وانطلقت يوم السبت الماضى وشارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، والثانية انطلقت يوم الأحد الماضى ورفعت راية محاربة العداء للسامية.
وقد شاركت كل قوى اليسار في المظاهرة المؤيدة للشعب الفلسطينى، وخاصة حزب فرنسا الأبية اليسارى الذي انتشر نوابه وسط المتظاهرين ورفعوا الشعارات المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، كما شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب وسكان الضواحى من الفرنسيين ذوى الأصول العربية، ورفعوا شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلى مثل «إسرائيل قاتلة وماكرون متواطئ» و«إسرائيل ارحلى فلسطين ليست لكِ» و«حل واحد إنهاء الاحتلال»، ثم تم تكرار شعار «تحيا فلسطين» بالعديد من لغات العالم ومنها العربية.

واللافت أن هذه المظاهرة تجاهلها الإعلام الفرنسى ولم يشر إليها إلا بعد حدوثها في الصحافة الورقية، أما الإعلام المرئى فقد تراوح موقفه بين التجاهل الكامل والإشارة العابرة.

أما مظاهرة رفض العداء للسامية فقد ظلت «حديث المدنية» على مدار أسبوع قبل انطلاقها، وركز الإعلام المرئى وخاصة قنوات الأخبار المحلية على قضية العداء للسامية في فرنسا، التي ذكر الإعلام أنها سجلت ألف حالة منذ عملية ٧ أكتوبر، وهى ليست حوادث عنف أو اعتداء بدنى إنما ألفاظ وشتائم تربط بين اليهود والعدوان الإسرائيلى، في حين عرض نفس هذا الإعلام جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية بشكل عابر ومختصر للغاية، وتبنّى الرواية الإسرائيلية في الدفاع عن النفس بمعنى «حقها في قتل المدنيين».

مظاهرة يوم الأحد الماضى نالت اهتماما إعلاميا كبيرا، وشارك فيها كل قادة الأحزاب ما عدا حزب فرنسا الأبية (اليسار)، كما شارك فيها أيضا رئيسا جمهورية سابقان ورئيسة الوزراء الفرنسية الحالية، وقدر عدد المشاركين فيها بحوالى ١٠٥ آلاف متظاهر في العاصمة الفرنسية وهو رقم معقول، ولكنه يظل أقل مما توقعه من قاموا بالحشد الإعلامى لصالح هذه المظاهرة.

من الصعب خلق صورة ذهنية نمطية عن كل مظاهرة، فيقينا هناك من شارك في مظاهرة الأحد ليس معاديا لحقوق الفلسطينيين وينطلق من موقف إنسانى نبيل في رفض العنصرية والعداء للسامية، كما أن المشاركين في مظاهرة يوم السبت قضيتهم هي مواجهة جرائم الاحتلال وليس كراهية اليهود.

ومع ذلك فإن الخلفية الاجتماعية والثقافية للمشاركين في كل مظاهرة كان واضحا اختلافها، فالمظاهرة المؤيدة للفلسطينيين يمكن القول إن أكثر من نصف المشاركين فيها تقريبا من أصول عربية والباقى فرنسيون من ذوى البشرة البيضاء، أما مظاهرة الأحد فمن شارك فيها أساسا أصحاب البشرة البيضاء أو اليهود من أصول شرق أوسطية، كما أن رفض هيئات إسلامية ويسارية المشاركة فيها يرجع لتوقيتها؛ لأنها بدت وكأنها مظاهرة تضامن مع جرائم الاحتلال تحت غطاء رفض العداء للسامية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاهرتان مظاهرتان



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon