توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين احتجاجين

  مصر اليوم -

بين احتجاجين

بقلم:عمرو الشوبكي

احتجاجات الطلاب فى 1968 أدت إلى تغيرات غير مباشرة فى بنية أكثر من نظام سياسى غربى، وخاصة أمريكا وفرنسا. فقد شهدت فرنسا فى 1968 ما عرف «بثورة الطلاب» حين خرجت مظاهرات عارمة ضد السلطة الأبوية وهيمنة الجنرال ديجول على النظام السياسى فى الداخل، وضد حرب فيتنام فى الخارج أو ما سمى بحروب «الإمبريالية»، وفق التعبيرات اليسارية المنتشرة فى ذلك الوقت.
وقد نجحت هذه الاحتجاجات فى تغيير بنية النظام السياسى القائم بعد فترة قصيرة، وقرر زعيم بوزن ديجول أن يستقيل فى عام 1970 عقب نتائج استفتاء لم تكن مرضية له، وشهد النظام السياسى والاجتماعى فى فرنسا تغيرات عميقة وظهر جيل جديد فى الحياة السياسية والمهنية فرض نمطا من العلاقات الاجتماعية والأسرية اختلف عما كان قبل ثورة 1968 حتى لو لم يحكم بشكل مباشر.

أما فى أمريكا فقد كانت حرب فيتنام هى «الموقعة الكبرى» لاحتجاجات الطلاب، فتظاهر عشرات الآلاف منهم رفضا للحرب واحتجاجا على الدماء التى تسيل هناك، وكانت أيضا جامعة «كولومبيا» معقلا للاحتجاجات فى 1968 و2024 وساهمت فى إيقاف الحرب التليفزيونية الأولى التى شهد الأمريكيون بعض فظائعها عبر صور حية عززت من رفض كثير منهم للحرب. أما حرب غزة فلم يعد الأمر مقصورا على متابعة الفضائيات وقنوات الأخبار الكبرى التى تمرد عليها كثير من الشباب، إنما أصبح هناك جيل يشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعى بالصوت والصورة مشاهد يومية للمجازر التى تجرى فى غزة.

فى 1968 كما فى 2024 واجه الطلاب جماعات ضغط قوية؛ ففى الأولى واجهوا «لوبى» صناعة السلاح والحرب، وفى الثانية واجهوا «اللوبى» الأقوى فى تاريخ أمريكا وهو اللوبى الصهيونى الداعم بشكل مطلق لإسرائيل.

احتجاجات 1968 غيرت فى معادلات السياسة وأسهمت فى إيقاف حرب فيتنام بعد أن دفع الأمريكيون ثمنا باهظا من دماء أبنائهم، لأن أمريكا كانت طرفا مباشرا فى هذه الحرب البشعة، أما احتجاجات 2024 فمهمتها أصعب؛ لأنها تواجه منظومة حكم راسخة تقوم على اعتبار دعم إسرائيل أحد مصادر شرعيتها واستمرارها فى السلطة، وأن هناك سردية سياسية ودينية وشبكة مصالح اقتصادية وإعلامية تدعم هذا الخيار.

والمؤكد أن اللوبى الداعم لإسرائيل فى الولايات المتحدة أكثر قوة من اللوبى الذى دعم حرب فيتنام فى ستينيات القرن الماضى، فقد كانت حربا استعمارية نهايتها معروفة مثل كثير من الحروب المشابهة، أما فى حالة غزة فأمريكا متهمة أخلاقيا بدعم الاحتلال الإسرائيلى فى حرب لا يسقط فيها ضحايا أمريكيون، ومع ذلك فإن قوة الرسالة الأخلاقية والسياسية التى بثها الطلاب داخل قطاعات من المجتمع الأمريكى تؤكد مرة أخرى أنها قادرة فى المستقبل المنظور أن تغير فى معادلات الحكم والسياسة، وأن تفرز نخبا جديدة تحمل رواية مختلفة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين احتجاجين بين احتجاجين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon