توقيت القاهرة المحلي 20:21:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكم المدنى

  مصر اليوم -

الحكم المدنى

بقلم - عمرو الشوبكي

أعلن قائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس المجلس العسكرى السودانى محمد حمدان دقلو (حميدتى) تَرْك أمر الحكم للمدنيين وتفرّغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية، وأعلن دعمه لقرار الفريق البرهان، قائد الجيش، بانسحاب المؤسسة العسكرية من الحوار الوطنى واستعدادها لترك الحكم.

وأكد حميدتى عدم تمسك الجيش بالسلطة، وأنه سيتيح الفرصة لقوى الثورة والقوى الوطنية أن يتحاوروا ويتوافقوا من دون تدخل المؤسسة العسكرية، و«قررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون».

وبصرف النظر عن تشكك البعض في النوايا الحقيقية لقادة الجيش السودانى، إلا أنه من الواضح أن هناك استعدادًا حقيقيًا لترك السلطة للمدنيين، بشرط أن تنجح القوى المدنية، وخاصة قوى الحرية والتغيير (شهدت ثلاثة انقسامات)، في تقديم بدائل سياسية وبناء مؤسسات حزبية قادرة على الحكم والإدارة.

صحيح أن السودان يعانى من أزمات كبيرة ومركبة، كثيرٌ منها يتحمله نظام البشير الذي لم يؤسس فقط لحكم استبدادى استمر ٣٠ عامًا، وإنما عَمِل على إضعاف مؤسسات الدولة وأخونتها، والقضاء على حيادها ومهنيتها، وهو أمر لايزال يعانى منه السودان حتى اللحظة، كما شهدت البلاد عقب نجاح الثورة أزمات حكم وإدارة منذ تولى حمدوك رئاسة الحكومة وحتى انقلاب البرهان على المسار السياسى المأزوم في ٢٥ أكتوبر من العام الماضى، وهو ما رفضه قطاع واسع من الشعب السودانى، وعرفت البلاد على أثره احتجاجات واسعة مازالت مستمرة حتى الآن.

وقد رفعت قوى التغيير الجذرى بجانب قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزى، (على ما بينهما من خلاف)، شعارَ رَفْضِ التفاوض مع الجيش، كما طالب التيار الأول بحل قوات الدعم السريع وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية قبل إجراء الانتخابات وليس من خلال سلطة منتخبة، واعتبرت أن انسحاب الجيش من المجال السياسى سيحل كل مشاكل السودان.

والحقيقة أن تبسيط مشاكل البلاد بهذه الطريقة أمر لا علاقة له بالواقع، فالمطلوب من القوى المدنية أن تقدم بدائل قابلة للتحقيق لكثير من السياسات القائمة، وبناء مشروع سياسى وحزبى منظم ومؤسسى، ولا تكتفى فقط بالصوت الاحتجاجى.

مطلوب من القوى المدنية والأحزاب السياسية الكبرى، مثل حزب الأمة وغيره، أن تتوافق على خريطة طريق تنهى المرحلة الانتقالية في أسرع وقت، والاتفاق على شكل النظام السياسى الجديد (رئاسى ديمقراطى)، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تؤسس لشرعية نظام جديد قادر على إصلاح مؤسسات الدولة، وفى القلب منها المؤسسة العسكرية، لا أن تطالب قوى منقسمة على نفسها باسم الثورة بإصلاح الجيش وباقى المؤسسات.

مازالت أمام السودان وقواه المدنية فرصة كبيرة لبناء دولة مدنية ديمقراطية، وتحويل طاقة ثورته العظيمة إلى مشروع حكم وليس احتجاجا أو إقصاءً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكم المدنى الحكم المدنى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon