توقيت القاهرة المحلي 19:45:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

بقلم - عمرو الشوبكي

ترددت فى استكمال مقال مقبرة طه حسين بعد أن وجدت مقالًا وافيًا، أمس السبت، للصديق عبداللطيف المناوى حول نفس الموضوع، ومع ذلك اعتبرت أنها فرصة لتكرار ما كُتب فى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى حول إزالة مقبرة طه حسين.

والحقيقة مطلوب مراجعة هذا التوجه، الذى يُعتبر الأولوية لتوسيع الشارع ولو على حساب تاريخه وأحيانًا آثاره أو بناء الكبارى ولو على حساب وجود ممر آمن لعبور المشاة، فكانت النتيجة حوادث مميتة، ويجب أن يكون للمتخصصين والرأى العام دور فى اتخاذ أى قرار له علاقة بتطوير أى حى.

إن القاهرة لن تستطيع منافسة العواصم الحديثة مثل دبى وغيرها فى الأبراج العالية أو المولات الحديثة، إنما فى الحفاظ على كل أحيائها ومقابرها التاريخية، فأحياء القاهرة التى شُيدت فى أوائل القرن الماضى هى كنوز معمارية، مثلها مثل العواصم الكبرى فى باريس وروما ومدريد، التى يشكل الحفاظ على معمارها القديم وتجديدها الجانب الأكبر من سحرها، فالمبانى القديمة والحوارى والأزقة والأحياء الشعبية فى المدن الأوروبية كانت فى بدايات القرن الماضى أماكن للجريمة والقبح، أصبحت الآن بعد تجديدها طاقة جمال وجذب سياحى كبير.

أما مقابرنا القديمة والحديثة فهى لها خصوصية كبيرة فى بلد تراثه الفرعونى قدّس الموت وثقافته الشعبية الحالية مرتبطة بالأموات وزيارة المقابر، وأطالب كل مَن يتصدى لموضوع هدم الجبانات، حتى لو لم تكن لشخصية كبيرة مثل طه حسين، بأن يقرأ ولو ترجمة لكتاب المعمارية المصرية العالمية الدكتورة جليلة القاضى «عمارة للموتى» «Architecture for the Dead» الصادر عن الجامعة الأمريكية فى القاهرة (AUC Press)، والذى ذكر قيمة المقابر فى مصر عبر تاريخها الطويل.

الجبّانات فى كثير من دول العالم هى رئة للمدن ولحظة تأمل وصفاء نفسى حتى فى المجتمعات الغربية التى نقول عنها مادية، وهى فى بلد مثل مصر مكون ثقافى خاص منذ الفراعنة وحتى الآن يجب عدم تجاهله.

إن شطب كلمة إزالة التى وُضعت على مقبرة عميد الأدب العربى، أحد أبرز رموز التنوير فى عصرنا الحديث، يجب أن يكون نقطة انطلاق لمراجعه طريقة التعامل مع إرثنا التاريخى والمعمارى والثقافى، وأن نحول طاقة الرفض التى عبر عنها الناس تجاه قرار الإزالة وحسهم الفطرى فى الحفاظ على تاريخ بلدهم، والذى غاب عن بعض المسؤولين، إلى طاقة للتمسك بتراثنا المعمارى والثقافى، وعلى رأسه مقابرنا القديمة والجديدة، والتوقف عن هدم أى مقابر جديدة سواء التى أكد المعماريون وعلماء الآثار أنها مرقمة ومسجلة على أنها أثر، أو التى تخص أفرادًا عاديين وغير أثرية والبحث عن بدائل مرورية أخرى.

مبانى مصر القديمة ومقابرها هى أساس قوة القاهرة وسحرها ليس فقط المعنوى، إنما باللغة الحالية والمادية أيضًا لأنها هى مصدر جذب السياح والعملة الصعبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة طه حسين مقبرة طه حسين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon