توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

بقلم - عمرو الشوبكي

ترددت فى استكمال مقال مقبرة طه حسين بعد أن وجدت مقالًا وافيًا، أمس السبت، للصديق عبداللطيف المناوى حول نفس الموضوع، ومع ذلك اعتبرت أنها فرصة لتكرار ما كُتب فى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى حول إزالة مقبرة طه حسين.

والحقيقة مطلوب مراجعة هذا التوجه، الذى يُعتبر الأولوية لتوسيع الشارع ولو على حساب تاريخه وأحيانًا آثاره أو بناء الكبارى ولو على حساب وجود ممر آمن لعبور المشاة، فكانت النتيجة حوادث مميتة، ويجب أن يكون للمتخصصين والرأى العام دور فى اتخاذ أى قرار له علاقة بتطوير أى حى.

إن القاهرة لن تستطيع منافسة العواصم الحديثة مثل دبى وغيرها فى الأبراج العالية أو المولات الحديثة، إنما فى الحفاظ على كل أحيائها ومقابرها التاريخية، فأحياء القاهرة التى شُيدت فى أوائل القرن الماضى هى كنوز معمارية، مثلها مثل العواصم الكبرى فى باريس وروما ومدريد، التى يشكل الحفاظ على معمارها القديم وتجديدها الجانب الأكبر من سحرها، فالمبانى القديمة والحوارى والأزقة والأحياء الشعبية فى المدن الأوروبية كانت فى بدايات القرن الماضى أماكن للجريمة والقبح، أصبحت الآن بعد تجديدها طاقة جمال وجذب سياحى كبير.

أما مقابرنا القديمة والحديثة فهى لها خصوصية كبيرة فى بلد تراثه الفرعونى قدّس الموت وثقافته الشعبية الحالية مرتبطة بالأموات وزيارة المقابر، وأطالب كل مَن يتصدى لموضوع هدم الجبانات، حتى لو لم تكن لشخصية كبيرة مثل طه حسين، بأن يقرأ ولو ترجمة لكتاب المعمارية المصرية العالمية الدكتورة جليلة القاضى «عمارة للموتى» «Architecture for the Dead» الصادر عن الجامعة الأمريكية فى القاهرة (AUC Press)، والذى ذكر قيمة المقابر فى مصر عبر تاريخها الطويل.

الجبّانات فى كثير من دول العالم هى رئة للمدن ولحظة تأمل وصفاء نفسى حتى فى المجتمعات الغربية التى نقول عنها مادية، وهى فى بلد مثل مصر مكون ثقافى خاص منذ الفراعنة وحتى الآن يجب عدم تجاهله.

إن شطب كلمة إزالة التى وُضعت على مقبرة عميد الأدب العربى، أحد أبرز رموز التنوير فى عصرنا الحديث، يجب أن يكون نقطة انطلاق لمراجعه طريقة التعامل مع إرثنا التاريخى والمعمارى والثقافى، وأن نحول طاقة الرفض التى عبر عنها الناس تجاه قرار الإزالة وحسهم الفطرى فى الحفاظ على تاريخ بلدهم، والذى غاب عن بعض المسؤولين، إلى طاقة للتمسك بتراثنا المعمارى والثقافى، وعلى رأسه مقابرنا القديمة والجديدة، والتوقف عن هدم أى مقابر جديدة سواء التى أكد المعماريون وعلماء الآثار أنها مرقمة ومسجلة على أنها أثر، أو التى تخص أفرادًا عاديين وغير أثرية والبحث عن بدائل مرورية أخرى.

مبانى مصر القديمة ومقابرها هى أساس قوة القاهرة وسحرها ليس فقط المعنوى، إنما باللغة الحالية والمادية أيضًا لأنها هى مصدر جذب السياح والعملة الصعبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة طه حسين مقبرة طه حسين



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon