توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

  مصر اليوم -

مقبرة طه حسين

بقلم - عمرو الشوبكي

ترددت فى استكمال مقال مقبرة طه حسين بعد أن وجدت مقالًا وافيًا، أمس السبت، للصديق عبداللطيف المناوى حول نفس الموضوع، ومع ذلك اعتبرت أنها فرصة لتكرار ما كُتب فى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى حول إزالة مقبرة طه حسين.

والحقيقة مطلوب مراجعة هذا التوجه، الذى يُعتبر الأولوية لتوسيع الشارع ولو على حساب تاريخه وأحيانًا آثاره أو بناء الكبارى ولو على حساب وجود ممر آمن لعبور المشاة، فكانت النتيجة حوادث مميتة، ويجب أن يكون للمتخصصين والرأى العام دور فى اتخاذ أى قرار له علاقة بتطوير أى حى.

إن القاهرة لن تستطيع منافسة العواصم الحديثة مثل دبى وغيرها فى الأبراج العالية أو المولات الحديثة، إنما فى الحفاظ على كل أحيائها ومقابرها التاريخية، فأحياء القاهرة التى شُيدت فى أوائل القرن الماضى هى كنوز معمارية، مثلها مثل العواصم الكبرى فى باريس وروما ومدريد، التى يشكل الحفاظ على معمارها القديم وتجديدها الجانب الأكبر من سحرها، فالمبانى القديمة والحوارى والأزقة والأحياء الشعبية فى المدن الأوروبية كانت فى بدايات القرن الماضى أماكن للجريمة والقبح، أصبحت الآن بعد تجديدها طاقة جمال وجذب سياحى كبير.

أما مقابرنا القديمة والحديثة فهى لها خصوصية كبيرة فى بلد تراثه الفرعونى قدّس الموت وثقافته الشعبية الحالية مرتبطة بالأموات وزيارة المقابر، وأطالب كل مَن يتصدى لموضوع هدم الجبانات، حتى لو لم تكن لشخصية كبيرة مثل طه حسين، بأن يقرأ ولو ترجمة لكتاب المعمارية المصرية العالمية الدكتورة جليلة القاضى «عمارة للموتى» «Architecture for the Dead» الصادر عن الجامعة الأمريكية فى القاهرة (AUC Press)، والذى ذكر قيمة المقابر فى مصر عبر تاريخها الطويل.

الجبّانات فى كثير من دول العالم هى رئة للمدن ولحظة تأمل وصفاء نفسى حتى فى المجتمعات الغربية التى نقول عنها مادية، وهى فى بلد مثل مصر مكون ثقافى خاص منذ الفراعنة وحتى الآن يجب عدم تجاهله.

إن شطب كلمة إزالة التى وُضعت على مقبرة عميد الأدب العربى، أحد أبرز رموز التنوير فى عصرنا الحديث، يجب أن يكون نقطة انطلاق لمراجعه طريقة التعامل مع إرثنا التاريخى والمعمارى والثقافى، وأن نحول طاقة الرفض التى عبر عنها الناس تجاه قرار الإزالة وحسهم الفطرى فى الحفاظ على تاريخ بلدهم، والذى غاب عن بعض المسؤولين، إلى طاقة للتمسك بتراثنا المعمارى والثقافى، وعلى رأسه مقابرنا القديمة والجديدة، والتوقف عن هدم أى مقابر جديدة سواء التى أكد المعماريون وعلماء الآثار أنها مرقمة ومسجلة على أنها أثر، أو التى تخص أفرادًا عاديين وغير أثرية والبحث عن بدائل مرورية أخرى.

مبانى مصر القديمة ومقابرها هى أساس قوة القاهرة وسحرها ليس فقط المعنوى، إنما باللغة الحالية والمادية أيضًا لأنها هى مصدر جذب السياح والعملة الصعبة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرة طه حسين مقبرة طه حسين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon