توقيت القاهرة المحلي 13:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلطة واحدة

  مصر اليوم -

سلطة واحدة

بقلم - عمرو الشوبكي

راهن الكثيرون محليا ودوليا، على مدار 4 سنوات فى السودان، هى عمر المرحلة الانتقالية المتعثرة، على مشروع تقاسم السلطة بين القوى والتيارات السياسية، وتكرر الأمر فى ليبيا على مدار 8 سنوات، منذ اتفاق الصخيرات عام ٢٠١٥ وحتى ملتقى الحوار الليبى فى ٢٠٢١، الذى اختار الدبيبة كرئيس حكومة مع مجلس رئاسى، ثم شكلت حكومة جديدة لصناعة توافق بين الجميع، وكانت النتيجة أنه لم يتوافق عليها الجميع وأصبحت أحد أطراف الانقسام، وظلت البلاد تدور فى دائرة اتفاقات تقاسم السلطة التى لا تنفذ فى أرض الواقع.

والحقيقة أن الذى حكم هذه المراحل فى البلدين هو الخوف من إعطاء السلطة لطرف، حتى لو راقبته أطراف أخرى، بسبب الخوف من عودة النظام السابق والاستبداد، فى حين أن المطلوب هو إعطاء السلطة لجهة واحدة ومراقبتها والضغط عليها حتى لا تنحرف عن المسار الصحيح الذى اختاره أغلب الشعب، وعن مبادئ دولة القانون.

واستمر المجتمع الدولى طوال الفترة الماضية يبحث عن حلول سياسية لتقاسم السلطة فى ليبيا تراوحت بين اتفاقات لا تنفذ فى الواقع، أو محاولات متعثرة لتوحيد مؤسسات الدولة انتهت بعد كل هذه السنوات بتوحيد المصرف المركزى الليبى فقط.

أما السودان فمنذ نجاح ثورته والمجتمع الدولى حاضر فى مساره السياسى، ودفع إلى تأسيس نموذج قائم أيضا على اقتسام السلطة بين أطراف متنافسة، سواء كانت قوى مدنية أو عسكرية، وأنتج مرحلة هشة قائمة على المواءمات التى تعمق الخلافات فى الواقع وتخفيها فى العلن حتى انفجرت فى وجه الجميع بالمواجهات الدموية بين الجيش والدعم السريع.

ومع فشل مشاريع اقتسام السلطة فى ليبيا والسودان، أصبح مطلوبا البحث عن نموذج أو إطار (Frame) جديد لا يعيد إنتاج نموذج تقاسم السلطة، إنما يجب أن يعطى ثقته لطرف أو مشروع سياسى يكون محل توافق بين معظم الأطراف، ويحول المجتمع الدولى جهوده من التركيز على خلق سلطة ضعيفة مفتتة، إما للسيطرة عليها أو خوفا من إعادة إنتاج النظام القديم، إلى الرهان على سلطة واحدة وعلى نظام رئاسى فى كل من السودان وليبيا يضع عليه المجتمع الدولى ضغوطا حقيقية حتى لا يعيد إنتاج نظامى البشير والقذافى.

لا يجب أن تستمر الضغوط الدولية لصالح تكرار نموذج «اقتسام السلطة» فى السودان الذى أنتج حربا بدلا من انتقال ديمقراطى، كما أنه فشل فى أن يحدث أى توافق فى الواقع وليس على الورق داخل ليبيا.

مهم فى تجارب البلاد التى حلت خلافتها السياسية بالسلاح أن تراجع أسباب تعثرها، وأن يراجع المجتمع الدولى أخطاءه السابقة، خاصة أن هناك محاولات لإطلاق مفاوضات جديدة فى السودان لا يجب أن تنتج المسار السياسى السابق، وأيضا إجراء انتخابات فى ليبيا مطلوب ضمان احترام نتائجها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطة واحدة سلطة واحدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon