توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صيف أثينا

  مصر اليوم -

صيف أثينا

بقلم - عمرو الشوبكي

هي المرة الأولى التي أزور فيها العاصمة اليونانية أثينا لحضور ورشة عمل، قبل عيد الأضحى مباشرة، عن الحوار المتوسطى في قضايا الطاقة والهجرة، (التى باتت عنوانًا رئيسيًّا في معظم الحوارات مع الجانب الأوروبى) والتغير المناخى والأمن والنزاعات الإقليمية.

وقد ركزت في هذه الرحلة على استثمار وقت الفراغ في اكتشاف معالم المدينة، وكانت الجلسة الافتتاحية على عشاء عمل يبدأ في السابعة مساء، وأصبح عندى منذ وصولى إلى الفندق في الصباح 7 ساعات كاملة لاكتشاف جانب من معالم العاصمة، فخرجت إلى شارع أثينا في وسط البلد، وتمشيت لأربع ساعات كاملة، ووجدت مدينة تشبه جانبًا من القاهرة والإسكندرية دون تطوير، وخاصة الأخيرة، فقد احتفظ اليونانيون بتاريخهم وشوارعهم ومبانيهم القديمة كما هي، ولم يُحدثوا فيها أي هدم أو تشويه، فأصبح البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة يزوره ثلاثة أضعاف هذا الرقم من السياح.

ذهبت إلى السوق الشهيرة بلاكا (Plaka)، وهى عبارة عن سوق يُباع فيها كل شىء، وهى تشبه أسواق كثير من مدن البحر الأبيض المتوسط، واحتفظوا بها كما هي دون أي عبث أو تغيير في المعمار، إنما فقط في النظام والنظافة، ومن هناك استقللت التاكسى إلى معلم المدينة الأشهر «الأكروبول»، فدفعت «5 يورو»، وهو سعر مصرى لأنه يكاد يكون مستحيلًا أن تستقل التاكسى في أي مدينة أوروبية أخرى، وتدفع هذا المبلغ.

ستجد في اليونان مقاهى طاولتها وكراسيها صورة طبق الأصل من مقاهى الإسكندرية الشعبية، وفوقها نفس العمارة التي تجدها عندنا في وسط البلد، وطبعًا القهوة «التركى» يُفضل أن تقول عليها قهوة «يونانى».

تعقيدات العلاقة بين الأتراك واليونانيين حاضرة ليس فقط وسط النخب، إنما لدى قطاع كبير من الناس، فهنا ثقل التاريخ وإرث الإمبراطورية العثمانية حاضر، بجانب ما يعتبره اليونانيون النزعة التوسعية لتركيا، وهذا ما جعل سفيرًا يونانيًّا سابقًا يقول إن اليونانيين يقدرون بشكل استثنائى فرنسا لأنها وقعت اتفاق دفاع مشترك مع اليونان عقب تصاعد الخلاف مع تركيا قبل عامين، وهو ما مثل رادعًا للجانب التركى.

ورغم تشابه الأتراك واليونانيين في أشياء، فإنهم يختلفون في أشياء كثيرة أخرى، وأهمها أن اليونان بلد صغير، إمبراطوريته القديمة تاريخ لا تسعى إلى إحيائه، إنما على عكس تركيا، فإمبراطوريتها العثمانية «تاريخ حاضر» حتى اللحظة.

اليونان بلد روحه قريبة إلى مصر، فلازلت حتى الآن تجد مَن يقول لك إن أهله عاشوا في الإسكندرية، وقابلت سيدة، تجاوزت السبعين من عمرها، ولا تزال تذكر «أيامها الحلوة» في مدرسة الإبراهيمية في الإسكندرية، التي غادرتها في الثالثة عشرة من عمرها، ولكن يبقى الفارق أنهم يمتلكون تاريخًا وإرثًا، مهما كان بسيطًا حافظوا عليه، ولم يفرطوا فيه، فتقدموا، وصاروا مركزًا سياحيًّا وتجاريًّا، رغم مشاكلهم المعروفة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيف أثينا صيف أثينا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon