توقيت القاهرة المحلي 02:19:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعنى فوز إصلاحى؟

  مصر اليوم -

ماذا يعنى فوز إصلاحى

بقلم:عمرو الشوبكي

يسمع الناس كثيرًا عن أن إيران فيها تياران هما الإصلاحيون والمحافظون، وأن مَن فاز فى الانتخابات الأخيرة هو المرشح الإصلاحى «مسعود بزشكيان»، متفوقًا على منافسه المحافظ سعيد جليلى، إذ حصل على نحو ٥٥٪ من أصوات الناخبين، فى حين بلغت نسبة المشاركة ٤٩.٨٪، بزيادة عن نسبة المشاركة فى الجولة الأولى، التى لم تتجاوز ٤٠٪ من أصوات الناخبين.

ويُعتبر الرئيس الجديد أحد أبرز قيادات التيار الإصلاحى، وله تاريخ سياسى حافل، وشغل منصب وزير الصحة فى حكومة الرئيس الإصلاحى الأبرز محمد خاتمى، وكان نائبًا فى مجلس الشورى الإيرانى لخمس دورات، وشغل مرة منصب نائب رئيس البرلمان.

وكانت الجبهة الإصلاحية قد سمّت أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة، وهم عباس أخوندى ومسعود بزشكيان وإسحاق جهانجيرى، لكن مجلس صيانة الدستور استبعد الاثنين الآخرين، مبقيًا على بزشكيان فقط، وهى مسألة أثارت تكهنات وتساؤلات كثيرة، فقبول ترشح إصلاحى واحد من قِبَل مجلس يخضع لسلطات المرشد فى مقابل قبول ترشح أكثر من مرشح محافظ يعنى أن هناك ضوءًا أخضر من قِبَل المرشد يقول إنه يقبل وصول هذا المرشح الإصلاحى إلى الرئاسة.

صحيح أن الانتخابات الإيرانية لا تعرف عادة تزويرًا أو تلاعبًا، ولكنها «تجهز» قبل إجرائها من قِبَل مجلس صيانة الدستور، بحيث يكون كل المتنافسين متوافقين مع المرشد.

والسؤال الذى يطرحه البعض فى السياق الحالى يقول: ماذا يعنى فوز مرشح إصلاحى مثل «بزشكيان» فى بلد تهيمن على مؤسساته القوى المحافظة المرتبطة برأس السلطة الحقيقى، أى المرشد خامنئى؟.

الحقيقة أن رئيس الجمهورية فى إيران يمكنه أن يغير فى تفاصيل السياسات، ولكنه لا يستطيع أن يغير جذريًّا جوهرها لأن مَن يضعها هو مرشد الجمهورية، المرتبط بنظرية ولاية الفقيه، التى وضعها الإمام الخمينى، فهو قائد الجيش، ورئيس السلطة القضائية، والقائد الأعلى للحرس الثورى وغيرها.

إن وجود مرشد للثورة يستمد شرعيته من مؤهلاته الدينية، حتى لو كان منتخبًا أيضًا من رجال الدين وامتلاكه صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية يجعل هناك صعوبة أن يستمر الرئيس فى إدارة شؤون البلاد إلا كما قال الرئيس الجديد «بالعمل تحت رعاية المرشد».

نجاح بزشكيان فى الحصول على موافقة مجلس صيانة الدستور بالترشح فى الانتخابات ليصبح هو المرشح الإصلاحى الوحيد، وينال دعم معظم رموز التيار الإصلاحى من الرئيس خاتمى حتى وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف، ثم يفوز فى الانتخابات، يعنى أن مرشد الجمهورية يرغب فى أن يكون رئيس الجمهورية فى هذا التوقيت إصلاحيًّا يخفف من حدة التوتر مع القوى الدولية، أو كما قال هو أن يده ممدودة للصداقة مع كل دول العالم وتجنب التصعيد مع إسرائيل والعودة إلى مفاوضات الملف النووى الإيرانى، وهى كلها مساحات يمكن أن يتحرك فيها الرئيس الإصلاحى الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى فوز إصلاحى ماذا يعنى فوز إصلاحى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا
  مصر اليوم - اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 02:01 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد
  مصر اليوم - إدانة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في قضية فساد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon