توقيت القاهرة المحلي 00:09:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعنى فوز إصلاحى؟

  مصر اليوم -

ماذا يعنى فوز إصلاحى

بقلم:عمرو الشوبكي

يسمع الناس كثيرًا عن أن إيران فيها تياران هما الإصلاحيون والمحافظون، وأن مَن فاز فى الانتخابات الأخيرة هو المرشح الإصلاحى «مسعود بزشكيان»، متفوقًا على منافسه المحافظ سعيد جليلى، إذ حصل على نحو ٥٥٪ من أصوات الناخبين، فى حين بلغت نسبة المشاركة ٤٩.٨٪، بزيادة عن نسبة المشاركة فى الجولة الأولى، التى لم تتجاوز ٤٠٪ من أصوات الناخبين.

ويُعتبر الرئيس الجديد أحد أبرز قيادات التيار الإصلاحى، وله تاريخ سياسى حافل، وشغل منصب وزير الصحة فى حكومة الرئيس الإصلاحى الأبرز محمد خاتمى، وكان نائبًا فى مجلس الشورى الإيرانى لخمس دورات، وشغل مرة منصب نائب رئيس البرلمان.

وكانت الجبهة الإصلاحية قد سمّت أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة، وهم عباس أخوندى ومسعود بزشكيان وإسحاق جهانجيرى، لكن مجلس صيانة الدستور استبعد الاثنين الآخرين، مبقيًا على بزشكيان فقط، وهى مسألة أثارت تكهنات وتساؤلات كثيرة، فقبول ترشح إصلاحى واحد من قِبَل مجلس يخضع لسلطات المرشد فى مقابل قبول ترشح أكثر من مرشح محافظ يعنى أن هناك ضوءًا أخضر من قِبَل المرشد يقول إنه يقبل وصول هذا المرشح الإصلاحى إلى الرئاسة.

صحيح أن الانتخابات الإيرانية لا تعرف عادة تزويرًا أو تلاعبًا، ولكنها «تجهز» قبل إجرائها من قِبَل مجلس صيانة الدستور، بحيث يكون كل المتنافسين متوافقين مع المرشد.

والسؤال الذى يطرحه البعض فى السياق الحالى يقول: ماذا يعنى فوز مرشح إصلاحى مثل «بزشكيان» فى بلد تهيمن على مؤسساته القوى المحافظة المرتبطة برأس السلطة الحقيقى، أى المرشد خامنئى؟.

الحقيقة أن رئيس الجمهورية فى إيران يمكنه أن يغير فى تفاصيل السياسات، ولكنه لا يستطيع أن يغير جذريًّا جوهرها لأن مَن يضعها هو مرشد الجمهورية، المرتبط بنظرية ولاية الفقيه، التى وضعها الإمام الخمينى، فهو قائد الجيش، ورئيس السلطة القضائية، والقائد الأعلى للحرس الثورى وغيرها.

إن وجود مرشد للثورة يستمد شرعيته من مؤهلاته الدينية، حتى لو كان منتخبًا أيضًا من رجال الدين وامتلاكه صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية يجعل هناك صعوبة أن يستمر الرئيس فى إدارة شؤون البلاد إلا كما قال الرئيس الجديد «بالعمل تحت رعاية المرشد».

نجاح بزشكيان فى الحصول على موافقة مجلس صيانة الدستور بالترشح فى الانتخابات ليصبح هو المرشح الإصلاحى الوحيد، وينال دعم معظم رموز التيار الإصلاحى من الرئيس خاتمى حتى وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف، ثم يفوز فى الانتخابات، يعنى أن مرشد الجمهورية يرغب فى أن يكون رئيس الجمهورية فى هذا التوقيت إصلاحيًّا يخفف من حدة التوتر مع القوى الدولية، أو كما قال هو أن يده ممدودة للصداقة مع كل دول العالم وتجنب التصعيد مع إسرائيل والعودة إلى مفاوضات الملف النووى الإيرانى، وهى كلها مساحات يمكن أن يتحرك فيها الرئيس الإصلاحى الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى فوز إصلاحى ماذا يعنى فوز إصلاحى



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والثنائيات الحرجة

GMT 19:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عن الصراع المتصاعد والمعنى الفلسفي

GMT 14:05 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 14:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لحظات حرجة فى حياتى

GMT 13:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 23:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

علاج جيني جديد لفشل القلب يحقق نتائج مبهرة خلال التجارب

GMT 06:24 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعًا

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:03 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

ازمة في الاتحاد السكندري بسبب مواعيد الكأس

GMT 00:30 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

جماهير المصري تدعم الفريق قبل مواجهة النجوم

GMT 22:45 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

قصي خولي يقدم برنامج "من سيربح المليون"

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

المصري يرفض الإستغناء عن بوسكا

GMT 21:20 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

سموحة يتعاقد مع الليبي محمد الترهوني

GMT 10:04 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

نجاح المصرى بالخارج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon