توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيطرة الروسية

  مصر اليوم -

السيطرة الروسية

بقلم - عمرو الشوبكي

توقعنا أن تنجح روسيا فى تحقيق أهدافها الاستراتيجية فى أوكرانيا، وهو ما بدا أنه فى طريقه للتحقق، وتوقعنا أن تستمر الحرب أسابيع، وهو ما لم يتحقق لأنها استمرت أشهر.

وقد نجحت القوات الروسية، أمس الأول، فى السيطرة بشكل كامل على مدينة «سيفيرودونيتسك» الاستراتيجية شرقى أوكرانيا لتسيطر بذلك تقريبًا على ربع الأراضى الأوكرانية، وتقترب أكثر من أى وقت مضى إلى السيطرة الكاملة على إقليم (أو حوض) الدونباس، وفتح ممر برى يصل الشرق بشبه جزيرة القرم، التى ضُمت إلى الاتحاد الروسى فى 2014.

والحقيقة أن السيطرة الروسية على الشرق الأوكرانى لن تكون أمرًا سهلًا، خاصة فى ظل إصرار الولايات المتحدة على تقديم دفعة ثانية من راجمات الصواريخ الأمريكية «هيمارس» (Himars)، التى يُفترض أن تصل إلى أوكرانيا فى شهر يوليو المقبل، وذلك بعدما بدأت كييف فى استخدام الدفعة الأولى، التى يصل مداها إلى 80 كيلومترًا، عقب تأكيدها أنها لن تُستخدم لـ«ضرب الأراضى الروسية».

وقد دخل الروس فى سجال حاد مع أمين حلف شمال الأطلسى (الناتو)، فقد ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، «ماريا زاخاروفا»، أن النهج الذى تسير عليه دول الناتو فى الأزمة الأوكرانية «يجعلها على شفا نزاع مسلح مع روسيا».

بالمقابل، فقد صرح الأمين العام للناتو، «ينس ستولتنبرغ»، بأن روسيا باتت تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن وقيم دول الحلف، وهو تصعيد جديد فى اللغة بين الجانبين، خاصة أن هناك مُشرِّعين أمريكيين يرغبون فى تقديم مشروع قرار يصف أعمال روسيا فى أوكرانيا بـ«الإبادة الجماعية».

سيطرة روسيا على الشرق الأوكرانى سيكون ثمنها كبيرًا، فهى وإن كانت ستعنى نجاح روسيا فى تحقيق أهدافها الاستراتيجية والعسكرية من الحرب، فإنها لن تبعد عنها خطر استمرار المقاومة الأوكرانية والنزيف العسكرى والاقتصادى الذى ستدفعه، كما أن العقوبات الاقتصادية المستمرة ستُجهد الاقتصاد الروسى والعالمى على السواء.

كما أن تحميل روسيا مسؤولية أزمة الغذاء العالمى سيمثل عبئًا معنويًّا وسياسيًّا عليها، ويكفى أن ألمانيا- التى تستضيف على أرضها 40 دولة لبحث تداعيات هذه الأزمة- حمّلت بشكل مباشر روسيا مسؤوليتها، خاصة بعد أن تسببت الحرب فى إضافة 40 مليون شخص إلى خانة الجِياع.

السيطرة الروسية على الشرق الأوكرانى باتت قريبة، وتحقيق الأهداف الروسية من الحرب بات على الأبواب، لكن ستبقى المشكلة فى مدى قدرة روسيا على تحويل هذا الانتصار إلى مكسب دولى يحسن من وضعها داخل النظام العالمى، وهنا مربط الفرس ومكمن التحدى.

ستخرج روسيا مُنهَكة اقتصاديًّا من هذه الحرب، وستحتاج تقديم تنازلات لكى يرفع الغرب ولو جانبًا من العقوبات المفروضة عليها، كما ستحتاج إلى ترميم علاقتها مع دول غربية كانت محايدة وانضمت إلى الناتو مثل السويد وفنلندا، وهى كلها تحديات لن تحلها السيطرة على الشرق الأوكرانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيطرة الروسية السيطرة الروسية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon