توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدستور الجديد

  مصر اليوم -

الدستور الجديد

بقلم - عمرو الشوبكي

اختار الرئيس التونسى قيس سعيد يوم 25 يوليو الجارى موعدًا للاستفتاء على النص الدستورى الجديد، وهو تاريخ قراراته الاستثنائية التي اتخذها العام الماضى حين قرر تجميد عمل البرلمان، ووضع في يده بشكل مؤقت الصلاحيات التشريعية والتنفيذية.

وقد تضمن مشروع الدستور الجديد توطئة و142 فصلًا موزعة على 10 أبواب، كما نص على أنه لم تعد هناك سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، واعتبرها مجرد وظائف، وهو أمر غير معتاد في دساتير العالم.

سينقل الدستور الجديد تونس من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، وهو تحول إيجابى ومطلوب.. ومع ذلك فإن الدستور الجديد لا يخلو من بعض العيوب، ومن رطانة لا مبرر لها، بجانب أنه يواجه تحديات كبيرة تتعلق بأداء الرئيس نفسه وفقدانه كثيرًا من الحلفاء قبل الخصوم.

ومع ذلك، تضمن الدستور الجديد فصولًا جديدة تمثل تحولًا إيجابيًا في النظام السياسى التونسى، فقد منع مشروع الدستور الجديد في فصليه 61 و62 على نواب البرلمان القيام بوظائف أخرى بمقابل مادى خلال فترة عضويتهم النيابية. كما سمح بسحب الوكالة من النائب «إذا أخلّ بتعهداته وفق شروط يضبطها القانون».

ومنع مشروع الدستور الجديد التحاق النواب بكتل أخرى إذا قدموا استقالتهم من كتلهم الأصلية، بهدف منع ما عُرف في تونس بـ«السياحة الحزبية». ولم يتضمن دستور 2014 المعطل هذا الفصل، مما سمح بتنقل نواب من البرلمان السابق من كتل إلى أخرى.

وقد أقر مشروع الدستور الجديد تحويل النظام السياسى إلى نظام رئاسى مع صلاحيات أكبر يمارس السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة، فيما نص الفصل 100 على أن رئيس الجمهورية يضبط السياسة العامة للدولة ويحدد اختياراتها الأساسية.

وأتاح الفصل 101 من مشروع الدستور الجديد للرئيس تعيين رئيس الحكومة وباقى الوزراء بعد موافقة البرلمان كما هو الحال في كل النظم الرئاسية، بما يعنى أن رأس السلطة التنفيذية أصبح في يد الرئيس، وأنه سيكون قادرًا من الناحية النظرية على إجراء الإصلاحات المطلوبة بعد أن أصاب النظام البرلمانى أو الهجين البلاد بالشلل التام.

صحيح أن مخاطر الانحراف بالسلطة تظل قائمة في النظم الرئاسية، إلا أن قيمة التجربة التونسية وأهميتها تكمن في تعدد «الفواعل السياسية» وعدم قدرة الرئيس على إغلاق المجال العام، وبقيت حتى اللحظة الأصوات المعارضة والمؤيدة تتصارع بالكلمة والحجة.

الدستور الجديد في تونس خطوة من الناحية النظرية في الاتجاه الصحيح.. ويبقى معيار النجاح في أداء الرئيس، والتوقف عن فقدان حلفائه، وضرورة أن يتواصل بصورة أفضل مع المؤسسات الوسيطة، سواء كانت حزبية أو نقابية، وتحقيق تحسن في الوضع الاقتصادى، وأيضًا أداء المعارضة وقدرتها على تقديم سياسات بديلة وليس فقط رافضة، وأن تكون قادرة على تقديم أكثر من مرشح مدنى قوى في انتخابات الرئاسة القادمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدستور الجديد الدستور الجديد



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon