توقيت القاهرة المحلي 10:26:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقصى اليمين القادم

  مصر اليوم -

أقصى اليمين القادم

بقلم:عمرو الشوبكي

بعد أن كان يوصف فى فرنسا على مدار نصف قرن وحتى العقد الماضى بأنه اليمين المتطرف العنصرى، أصبح يطلق عليه الآن اسم أقصى اليمين، وسُحبت منه ألقاب سيئة كثيرة، مثل: العنصرية والكراهية، وأصبح يُعرف بـ«حزب الوطنية» و«فرنسا أولًا» و«السياديين» أو «تيار السيادة الوطنية».

صحيح أن البعض لايزال يتمسك بالتوصيفات القديمة لحزب أقصى اليمين (التجمع الوطنى) ويعتبره متطرفًا وعنصريًا، إلا أنه بلاشك انتقل من وضعية حزب مرفوض وتتجمع ضده كل التيارات، مثلما حدث فى انتخابات ٢٠٠٢ حين دخل جان مارى لوبان، والد زعيمة الحزب الحالية، جولة إعادة أمام الرئيس الفرنسى الراحل جاك شيراك وتكتلت فرنسا كلها بكل أطيافها السياسية فى مواجهته واكتسح شيراك الانتخابات وحصل على ٨٢٪ من الأصوات.

يقينًا، لم يعد حال الطبعة الجديدة من الحزب كما كانت من قبل، فقد قبلته كل الأحزاب وأصبح جزءًا أصيلًا من المشهد السياسى الفرنسى ولا ينظر إليه وكأنه من «الخوارج» المطلوب إقصاؤهم، إنما هو لون سياسى ضمن ألوان أخرى تختلف وتتنافس فيما بينها.

والحقيقة أن توجهات هذا الحزب لها بعدان أساسيان: أحدهما «حميد» أو مفهوم حتى لو اختلف معه الكثيرون.. والثانى «خبيث» يتعلق بنظرة تميزية بحق الفرنسيين من أصول مهاجرة وخاصة عربية.

فيما يتعلق بالبعد الأول، فالحزب يعمل على استقطاب «ضحايا العولمة» وتأثيرها على شريحة اجتماعية واسعة، لذا نجد قطاعًا واسعًا ممن يصوتون لليمين المتطرف هم أبناء طبقات شعبية نالوا تعليمًا متوسطًا ويعملون فى مؤسسات محلية، وينظرون بحسرة ورفض للمؤسسات العالمية الكبرى التى تعمل فى بلادهم، وتعين أشخاصًا أكثر كفاءة وأفضل تعليمًا، وهنا علينا ألا نندهش إذا علمنا أن القيادى فى حزب التجمع الوطنى والمرشح لتولى رئاسة وزراء فرنسا «جوردان بارديلا» (٣٠ عامًا) لم يستكمل تعليمه الجامعى وترك دراسة الجغرافيا فى جامعة السوربون العريقة لصالح العمل السياسى والحزبى.

لذا لم يكن غريبًا أن يُطلق على هذا التيار «اليمين الوطنى» أو القومى، كونه يدافع عن السيادة الوطنية فى مواجهة العولمة والأجانب، وتفضيل مواطنى البلد الفرنسيين عليهم، وإعلانه رفض استقبال مهاجرين جدد يقول الحزب إن فرنسا لا تحتاجهم، أو طرد المهاجرين غير الشرعيين من البلاد.

أما البعد الثانى فهو الذى يعكس موقفًا تمييزيًا تجاه الفرنسيين من أصول أجنبية وعربية، وهنا سنجده يستدعى خطاب التهديد الثقافى الذى ربط بين وجود هؤلاء وتهديد نمط الحياة الفرنسى، واعتبر الإسلام غير منسجم مع العلمانية الفرنسية ويمثل خطرًا عليها، ودعت زعيمة الحزب مارين لوبان إلى حظر الحجاب فى الأماكن العامة وليس فقط كما هو حادث حاليًا فى المؤسسات الحكومية.

اقترب أقصى اليمين أكثر من أى وقت مضى من حكم فرنسا، وباتت البلاد على أعتاب مرحلة جديدة ستؤثر عليها فى الداخل والخارج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقصى اليمين القادم أقصى اليمين القادم



GMT 03:01 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الأقدام تتقدم

GMT 02:56 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران

GMT 02:46 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الجنسية السعودية و«الرؤية»

GMT 02:36 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات بريطانيا... حقائق خلف الأرقام

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 19:58 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

أدوية للسكري تكافح 10 أنواع من السرطان
  مصر اليوم - أدوية للسكري تكافح 10 أنواع من السرطان

GMT 23:27 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

أحمد فهمي يتعاون مع أحمد السقا في فيلم جديد
  مصر اليوم - أحمد فهمي يتعاون مع أحمد السقا في فيلم جديد

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 09:44 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد البسكويت بالشوكولاتة من دون فرن

GMT 10:12 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

"باناسونيك" تحتفل بمرور 10 عام على تأسيسها وتقدم الأحدث

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

أمل رزق تكشف أن "للحب فرصة أخيرة" سيكون مفاجأة للمشاهدين

GMT 02:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

رئيس مجلس إدارة "برزنتيشن" يُشيد بأداء الشركة

GMT 22:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

اختبر قدرتك على التركيز مع اللعبة المميزة Gravity Switch

GMT 06:43 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

رد محمد رمضان بعد الكشف عن أجره الضخم في "بالعربي SNL"

GMT 17:59 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

محمد فراج يتعاقد على بطولة "الصعود للهاوية" لرمضان المقبل

GMT 00:19 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

حارس بينفينتو ينقذ رفاقه ويسجل هدف التعادل في مرمى ميلان

GMT 00:09 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

مدير تعاقدات فريق آرسنال الحديث يحذر من ارتفاع سقف التوقعات

GMT 15:25 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

طريقة عمل طاجين بطاطا

GMT 09:00 2015 الأحد ,26 تموز / يوليو

أول طفلة أنابيب في العالم هى لويز براون
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon