توقيت القاهرة المحلي 16:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتجاجات فرنسا

  مصر اليوم -

احتجاجات فرنسا

بقلم - عمرو الشوبكي

احتجاجات الضواحى الفرنسية ليست مثل احتجاجات السترات الصفراء، ولا الاحتجاجات الاجتماعية التى تخرج ضد البطالة أو الغلاء أو قانون التقاعد، حتى لو كانت جميعها تشهد بدرجات متفاوتة أعمال عنف، لأن ما تشهده فرنسا حاليا يعكس أزمة عميقة بين قطاع واسع من الفرنسيين من أصول عربية وكثير من المهاجرين الأجانب، وبين السلطات الفرنسية ورموز الدولة ومؤسساتها وخاصة الشرطة.

واقد اندلعت هذه الاحتجاجات عقب تعمد أحد رجال الشرطة قتل مراهق لا يتجاوز عمره ١٧ عاما؛ لأنه لم يلتزم بتعليمات الشرطى بالتوقف، وقد كذبت الكاميرات التى صورت الحادث الرواية التى حاولت أن تروجها أصوات اليمين المتطرف، التى قالت إن حياة الشرطى كانت مهددة، وهو ما ثبت أنه غير صحيح ووجهت له تهمه القتل العمد.

والحقيقة أن هذه الاحتجاجات لم تكن الأولى ولن تكون بكل أسف الأخيرة، فقد شهدت فرنسا فى أكتوبر ٢٠٠٥ احتجاجات لم تعرفها من قبل، عقب مقتل شابين من أصول إفريقية على يد رجال الشرطة، واستمرت ثلاثة أسابيع ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.

واللافت أن الاحتجاجات الأخيرة استهدفت ممتلكات عامة وخاصة، وتجاوزت ضاحية «نانتير» الباريسية التى شهدت جريمة القتل، فقد امتدت إلى أحياء فى قلب العاصمة باريس وأيضا مدن مثل مارسيليا وليون ونانت وستراسبورغ، كما تظاهر البعض فى بلجيكا تضامنا مع أسرة الشاب القتيل، مطالبين بـ «العدالة لنائل» (وهو اسم الشاب الفرنسى من أصول جزائرية الذى قلته الشرطة).

وقد قطع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مشاركته فى اجتماعات الاتحاد الأوروبى فى بروكسيل وعاد لباريس؛ فى محاولة لإيقاف عمليات العنف والتخريب، فأدان جريمة قتل الشاب وأدان فى نفس الوقت أعمال العنف، وتوعد بالتعامل بحزم مع «من يهددون أساس الدولة الفرنسية»، فيما أصدرت وزارة الداخلية قرارا بإيقاف عمل وسائل النقل العام بعد التاسعة مساء فى جميع محافظات البلاد، كما سمحت للدرك بإنزال عربات مصفحة إلى الشوارع، وتعبئة 45 ألفا من عناصر الشرطة دون أن تعلن حتى الآن حالة الطوارئ.

اتهم الرئيس الفرنسى منصات التواصل الاجتماعى بإشعال الأزمة وبدورها فى تحريض الناس ضد الشرطة ومؤسسات الدولة، كما طالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فرنسا بأن تعالج بجدية المشكلات العميقة المتعلقة بالعنصرية والتمييز العنصرى فى إنفاذ القانون، فى حين رفضت وزارة الخارجية الفرنسية فى بيان «أى اتهام لقوات الشرطة بالعنصرية أو التمييز المنهجى».

ستعبر فرنسا كدولة قانون هذه الأزمة مثلما عبرت أزمات سابقة مشابهة، ولكنها للأسف مازالت بعيدة عن حل مشكلات الضواحى بأبعادها الاجتماعية والثقافية، ومازالت سياسات التمييز بحق كثير من الفرنسيين من أصول أجنبية قائمة، وهو ما جعلهم لا يكتفون برفض سياسات حكومة أو رئيس، إنما منظومة حكم كاملة برسالتها الثقافية والسياسية معا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتجاجات فرنسا احتجاجات فرنسا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon