توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنقاذ الجبّانات

  مصر اليوم -

إنقاذ الجبّانات

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

حين يكون بلد مثل مصر زاخرًا بروعة الآثار والمبانى القديمة حتى جبّانات الموتى، وحين تكون الغالبية الساحقة من مساحته صحراء جرداء يمكن بناء المدن الجديدة والمحاور عليها لتخفيف الضغط على القاهرة، يصبح من العبث تحت مسمى التطوير استهداف الكنز الحقيقى الذى تمتلكه مصر وهو تراثها القديم وعمارتها التاريخية، التى هى جوهر شموخها وسحرهامحزن النقاش الذى دار بين المهندس المسؤول عن تطوير منطقة السيدة نفيسة والمعمارية العالمية الدكتورة جليلة القاضى- مؤلفة واحد من أهم الكتب عن جبّانات مصر، وهو: «Architecture for the Dead» العمارة للموتى، الصادر عن الجامعة الأمريكية فى القاهرة (AUC Press)- والذى قال فيه: «سنهدم المقابر من أجل الصالح العام»، ولم يلتفت إلى كل الكلام العلمى والتاريخى عن قيمة هذه المقابر التاريخية والثقافية، ودخل فى جدال مع الحاضرين لم يتراجع فيه عن تصوراته.

يجب ألا تكون المحاور على أهميتها على حساب المبانى القديمة، إنما تحتاج إلى تنظيم مرورى فى مواجهة «التوك توك والميكروباص» الذى غزا المناطق الممتدة من السيدة نفيسة والسيدة عائشة وحتى الإمام الشافعى.

مطلوب أن تصبح القاهرة القديمة متحفًا مفتوحًا، وتنظيفها وتجديدها وتنظيمها سيحولها إلى مركز سياحى عالمى يدر على البلاد دخلًا كبيرًا إذا كان التفكير فقط فى العائد المادى.

علينا أن نعرف أن جبّانات القاهرة التاريخية التى نشأت تحت سفح المقطم فى القرن السابع الميلادى دُفن فيها من الصحابة عمرو بن العاص وعقبة بن نافع وأبوذر الغفارى وآخرون، وتوسعت بعد ذلك بموازاة مدينة الأحياء، وأضافت كل أسرة حكمت مصر تجمعًا جنائزيًا جديدًا، وشيّدوا بها أضرحة للحكام وأولياء الله الصالحين من «آل البيت» وغيرهم، وفى عصر محمد على شيّد حوش الباشا وتوفيق و«البرنسيسات» وكل باشوات محمد على وأعيان مصر ورموزها الثقافية فى مجالات السياسة والفن والشعر والأدب، حتى أصبح عندنا فى بداية القرن العشرين تجمع هائل، مساحته خمسمائة فدان وطوله ١٢ كم من الشمال إلى الجنوب، يضم رفات المصريين ويُعتبر مكونًا أساسيًا من الصورة البصرية لمدينة القاهرة، ويضم ٧٥ أثرًا مسجلًا من كل العصور تمثل 15% من الآثار السليمة، وتعبر أيضًا عن استمرار ثقافة الاهتمام بالموت والمقابر منذ قدماء المصريين.

الجبّانات فى كثير من دول العالم هى رئة للمدن ولحظة تأمل فلسفى وصفاء نفسى حتى فى المجتمعات الغربية التى نقول عنها مادية، وهى فى بلد مثل مصر مكون ثقافى خاص منذ الفراعنة لا يجب تجاهله.

الحفاظ على تراثنا ومعمارنا ومقابرنا فرض عين على الحكومة، يجب عدم التخلى عنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ الجبّانات إنقاذ الجبّانات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon