توقيت القاهرة المحلي 12:34:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنقاذ الجبّانات

  مصر اليوم -

إنقاذ الجبّانات

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

حين يكون بلد مثل مصر زاخرًا بروعة الآثار والمبانى القديمة حتى جبّانات الموتى، وحين تكون الغالبية الساحقة من مساحته صحراء جرداء يمكن بناء المدن الجديدة والمحاور عليها لتخفيف الضغط على القاهرة، يصبح من العبث تحت مسمى التطوير استهداف الكنز الحقيقى الذى تمتلكه مصر وهو تراثها القديم وعمارتها التاريخية، التى هى جوهر شموخها وسحرهامحزن النقاش الذى دار بين المهندس المسؤول عن تطوير منطقة السيدة نفيسة والمعمارية العالمية الدكتورة جليلة القاضى- مؤلفة واحد من أهم الكتب عن جبّانات مصر، وهو: «Architecture for the Dead» العمارة للموتى، الصادر عن الجامعة الأمريكية فى القاهرة (AUC Press)- والذى قال فيه: «سنهدم المقابر من أجل الصالح العام»، ولم يلتفت إلى كل الكلام العلمى والتاريخى عن قيمة هذه المقابر التاريخية والثقافية، ودخل فى جدال مع الحاضرين لم يتراجع فيه عن تصوراته.

يجب ألا تكون المحاور على أهميتها على حساب المبانى القديمة، إنما تحتاج إلى تنظيم مرورى فى مواجهة «التوك توك والميكروباص» الذى غزا المناطق الممتدة من السيدة نفيسة والسيدة عائشة وحتى الإمام الشافعى.

مطلوب أن تصبح القاهرة القديمة متحفًا مفتوحًا، وتنظيفها وتجديدها وتنظيمها سيحولها إلى مركز سياحى عالمى يدر على البلاد دخلًا كبيرًا إذا كان التفكير فقط فى العائد المادى.

علينا أن نعرف أن جبّانات القاهرة التاريخية التى نشأت تحت سفح المقطم فى القرن السابع الميلادى دُفن فيها من الصحابة عمرو بن العاص وعقبة بن نافع وأبوذر الغفارى وآخرون، وتوسعت بعد ذلك بموازاة مدينة الأحياء، وأضافت كل أسرة حكمت مصر تجمعًا جنائزيًا جديدًا، وشيّدوا بها أضرحة للحكام وأولياء الله الصالحين من «آل البيت» وغيرهم، وفى عصر محمد على شيّد حوش الباشا وتوفيق و«البرنسيسات» وكل باشوات محمد على وأعيان مصر ورموزها الثقافية فى مجالات السياسة والفن والشعر والأدب، حتى أصبح عندنا فى بداية القرن العشرين تجمع هائل، مساحته خمسمائة فدان وطوله ١٢ كم من الشمال إلى الجنوب، يضم رفات المصريين ويُعتبر مكونًا أساسيًا من الصورة البصرية لمدينة القاهرة، ويضم ٧٥ أثرًا مسجلًا من كل العصور تمثل 15% من الآثار السليمة، وتعبر أيضًا عن استمرار ثقافة الاهتمام بالموت والمقابر منذ قدماء المصريين.

الجبّانات فى كثير من دول العالم هى رئة للمدن ولحظة تأمل فلسفى وصفاء نفسى حتى فى المجتمعات الغربية التى نقول عنها مادية، وهى فى بلد مثل مصر مكون ثقافى خاص منذ الفراعنة لا يجب تجاهله.

الحفاظ على تراثنا ومعمارنا ومقابرنا فرض عين على الحكومة، يجب عدم التخلى عنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنقاذ الجبّانات إنقاذ الجبّانات



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon