توقيت القاهرة المحلي 06:14:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البدايات الآمنة

  مصر اليوم -

البدايات الآمنة

بقلم - عمرو الشوبكي

عرف العالم تجارب سياسية كثيرة، شهدت في بداياتها تحولات من مساحات مقيدة في العمل السياسى إلى نظم ديمقراطية كاملة، رفعت القيود على حرية الرأى والممارسة السياسية، والتى فُرضت نتيجة ظروف استثنائية، تعلقت بتهديدات وجودية إرهابية، مثلًا كالتى عرفتها مصر في فترة سابقة، أو نتيجة حروب أو مواجهات أهلية، مثلما حدث في كثير من دول العالم.

والحقيقة أن هناك نموذجين للتحول السياسى: الأول ثورى أو تغير فجائى غير متوقع وغير مرئى، والثانى تحول تدريجى يبدأ بإجراءات إصلاحية حقيقية تعطى مساحات آمنة للعمل السياسى، وتترك للإرادة الشعبية أن تختار من يمثلونها، ولتكن في البداية ممثلة في المحليات أو نسبة من البرلمان، حتى يتعود الناس على الممارسة الديمقراطية ويتعلموا من أخطائهم؛ بحيث يكونون قادرين على تحمل مسؤولية بناء نظام ديمقراطى.

والحقيقة أن مسألة الوسيط السياسى موجودة في كل النظم بما فيها نظم الحزب الواحد، مثل الصين التي يحكمها الحزب الشيوعى الذي تأسس منذ أكثر من قرن، ونجح عبر رحلة نضال وعمل سياسى طويلة في جذب الغالبية العظمى من الراغبين في العمل السياسى داخل مؤسساته، وسمح بمناقشة كل المشاكل المحلية داخل قواعد ومؤسسات الحزب المختلفة، من صحة وتعليم وخدمات وتطوير مدن وأحياء، ووضع قيودا مسبقة وخطوطا حمراء تحدد بشكل ضيق آليات الوصول للسلطة.

ومن هنا، فإن تعزيز البدايات الآمنة للعمل السياسى سيعنى الاتفاق على القواعد الحاكمة والخطوط الحمراء لعملية سياسية تعزز من دور الوسيط السياسى الحزبى والأهلى؛ من نقابات وروابط شعبية ومجتمع مدنى، وفى حال إضعاف هذه الوسائط يصبح هناك خطر كبير. المساحات الآمنة في العمل السياسى تخرج «غير المرئى» إلى «المرئى»، وتصبح مسارًا علنيًا وآمنًا للتعبير عنه، وتمثل البدايات لأى عمل سياسى.

والحقيقة أن مصر بحاجة لمراجعة الإطار الذي حكم حركة البلاد عقب التهديدات الوجودية التي تعرض لها الشعب المصرى في ٢٠١٣ بعد كسر موجة الإرهاب، وأصبح مطلوبًا حاليًا البحث عن نقطة انطلاق للعمل السياسى، سواء تعلقت بالمحليات، أو إعطاء مساحة حقيقية للقوى الحزبية المدنية للتحرك المستقل، بجانب تفعيل دور النقابات والمؤسسات الأهلية.

البدايات السياسية الآمنة والتدريجية خيار إصلاحى مفيد للجميع: الشعب والقوى السياسية والحكم، حتى يمكنه أن ينال ثقة الناس ويؤسس لعملية سياسية تنضج مع الوقت، بالممارسة العملية وباحترام الدستور والقانون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البدايات الآمنة البدايات الآمنة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon