توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة بوتين

  مصر اليوم -

صورة بوتين

بقلم: عمرو الشوبكي

صورة بوتين فى الغرب غير الشرق، وكثير من الدراسات والتقارير الصحفية التى خرجت مؤخرًا عن صورة بوتين فى العالم العربى أشارت إلى أن هناك إعجابًا بالرجل وبصورة متحدى الغرب، وفى نفس الوقت هناك رفض لتداعيات الحرب على المدنيين وصور الضحايا والدمار الذى خلّفته.

والمؤكد أنه بعيدًا عن تقييم نظام بوتين وطبيعة الدولة الروسية، أو الموقف من ازدواجية المعايير الأمريكية، فإن كثيرين فى مصر والعالم العربى تعاطفوا مع الرئيس الروسى على اعتبار أنه «تحدى الغرب»، وهو موقف عمّقته الخبرة الاستعمارية فى دول العالم الثالث.

لقد مثّل التخلص من الاستعمار قيمة عليا آمنت بها غالبية الناس فى الشمال والجنوب والشرق والغرب، ولم تكن شعبية قادة التحرر الوطنى راجعة إلى كونهم رجالًا أقوياء يتحدون الغرب، إنما إلى كونهم حملوا قيمًا عليا ورسالة إنسانية إلى العالم فى الدفاع عن العدالة والمساواة بين شعوب الأرض، ولذا انتصروا فى ساحة السياسة والحرب والرسالة الأخلاقية، رغم فارق القوة بينهم وبين المستعمرين.

والحقيقة أن صورة بوتين كمتحدى الغرب لا تعنى فى ذاتها نجاحًا، إنما تطلب أيضًا أداء جيدًا على المستويين المهنى والسياسى، وحسابًا دقيقًا لأدوات القوة وأوراق الضغط، ولا تكتفى بالقول لقد أعلنّا الحرب وقررنا مواجهة النظام العالمى والقوى الغربية الظالمة بالشعارات أو عبر استخدام أدوات غير فعالة تؤدى حتمًا إلى خسارة المعركة.

الواضح أن حالة بوتين ليست مثل كثير من الحالات التى عرفها مؤخرًا العالم العربى، وخاصة تجربة صدام حسين فى غزو الكويت، فالرجل أقام حسابات استراتيجية دقيقة، وحدد أهدافه التى تمثلت مؤخرًا فى السيطرة على مدن الشرق الأوكرانى، ثم على الأرجح ضمها باستفتاء إلى الاتحاد الروسى لأن أغلب سكانها مرتبطون لغويًّا وثقافيًّا بروسيا.

يقينًا الصورة الإيجابية لبوتين فى كثير من دول العالم ترجع أساسًا إلى صورة متحدى الغرب والنظام العالمى «الظالم» وازدواجية المعايير، والحفاظ عليها متوقف على إنهاء الحرب فى أقرب فرصة ونجاة بوتين واقتصاده من العقوبات الاقتصادية الغربية.

تحدِّى بوتين للغرب صورة تثير إعجاب البعض، حتى لو فى معركة تخص بلاده وأمنه القومى، والاعتراض على أسلوب الغزو العسكرى لا يمنع تحليل أدوات قوته، وهى كثيرة، والتى غالبًا ستسمح له بربح معركته.

نجاح روسيا ليس انتصارًا أخلاقيًّا، ولا يعنى أن هذا الأسلوب بغزو دولة ذات سيادة يجب قبوله أو اعتماده، إنما يعنى أن الرئيس الروسى حسب حساباته بشكل جيد، واختار أداة عسكرية لتحقيق أهدافه، فى بلد يقع على حدوده، ومنقسم عرقيًّا وسياسيًّا بين مؤيد ومعارض لروسيا، وأن صورة متحدى الغرب التى أيدها الكثيرون فى العالم العربى لا تبنى فى ذاتها نصرًا ولا تؤسس لقيمة عليا ما لم تمتلك رسالة عادلة وأدوات قوة ناجحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة بوتين صورة بوتين



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon