توقيت القاهرة المحلي 10:05:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة للملف الحقوقى

  مصر اليوم -

عودة للملف الحقوقى

بقلم - عمرو الشوبكي

كانت البداية بالإفراج عن 41 محبوسًا في قضايا سياسية، ثم أعقبها إصدار الرئيس عفوًا عن أحد قيادات «التيار الشعبى»، وهو حسام مؤنس في القضية رقم 957 لسنة 2021، بعد أن قضى ثلاث سنوات من عمره وراء القضبان.

وقد أعاد النقاش الذي دار في إفطار العائلة المصرية فتح ملف حقوق الإنسان، خاصة بعد الحديث عن إطلاق حوار وطنى، وأعيد مرة أخرى طرح قضية الحبس الاحتياطى الذي تحول لعقوبة قاسية.

والحقيقة أنه مطلوب فتح الملف السياسى وملف الحريات في مصر بصورة شفافة وصريحة، خاصة في ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد، انطلاقًا من الواقع أو الحقائق على الأرض (The facts) أي أوضاع حقوق الإنسان الحقيقية، دون مبالغة أو إنكار ودون أي توظيف سياسى خارجى، حتى يمكن مواجهة أوجه القصور والسلبيات عبر تفاهمات وطنية داخلية.

والمؤكد أن مصر واجهت نوعين من التحديات؛ الأول مثَّل تهديدًا وجوديًّا للمجتمع والدولة طوال فترة محاربة الإرهاب منذ 2012 وحتى سنوات قليلة مضت، وهو تهديد نجحت الدولة في تجاوزه بكسر شوكة الإرهاب وجماعات التطرف، وسيطرتها على الملف الأمنى بشكل كامل. وكانت هناك مبررات قوية لمفاهيم الاصطفاف الوطنى وأولوية محاربة الإرهاب على الملف الحقوقى. أما التحدى الثانى فيتعلق بالأداء العام وبالأولويات السياسية والتنموية، وعدم وجود منظومة شفافة لمحاربة الفساد، ونقاط الضعف في الملف الحقوقى، وخاصة ما يتعلق بالمحبوسين احتياطيًّا في قضايا رأى أو «نشر أخبار كاذبة»، وهى كلها قضايا وملفات تحتاج لمراجعة جراحية شاملة.

والحقيقة أن التهديدات الوجودية التي واجهها الشعب المصرى وانتصر فيها كانت تتطلب منظومة حكم وإدارة صارمة، وفيها حضور قوى للخيارات الأمنية وحرص على الإجماع الوطنى، أما التحدى الثانى الحالى المتعلق بالأداء العام فهو يحتاج تنوعًا في الآراء وتعددًا في الرؤى، من أجل البحث عن أفضل الخيارات، ولا يمكن أن يبنى على رأى واحد أو تجاهل لإرادة الناس.

لا يمكن أن يكون التعامل مع تطوير حى أو أولويات التنمية الاقتصادية كما كنا نتعامل مع خطر الإرهاب والتطرف، ففى الأولى يجب أن يكون الناس شركاء في اتخاذ القرار، على عكس الثانية التي لم يشغل فيها أحد باله بالتنوع والشراكة؛ لأن هناك توافقًا تلقائيًّا في القضايا القومية الكبرى (كمحاربة الإرهاب) بين الغالبية العظمى من الشعب وحكامهم.

الملف السياسى بشكل عام، والحقوقى بشكل خاص، يحتاج إلى مراجعة عميقة لا تقوم فقط على أمور إجرائية (رغم أهميتها القصوى) بالإفراج عن مزيد من المحبوسين وإغلاق ملف الحبس الاحتياطى وتحسين ظروف المحبوسين، إنما أيضًا التأكيد على طبيعة التحديات التي تواجهها مصر في الفترة الحالية، وتتطلب مشاركة سياسية تقوم على احترام التعددية والمهنية وحقوق الإنسان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة للملف الحقوقى عودة للملف الحقوقى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon