توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكفاح المدني

  مصر اليوم -

الكفاح المدني

بقلم - عمرو الشوبكي

ألقت الدعوة لإقامة إضراب شامل احتجاجًا على الجرائم الإسرائيلية الضوء على أهمية ودور الكفاح المدنى في مواجهة الاحتلال، وإن صور النضال ضد الاستعمار لا تقتصر فقط على المقاومة المسلحة إنما أيضا المقاومة المدنية.

وقد عمَّ في الضفة الغربية أمس الإثنين إضراب شامل، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، فيما أعلن لبنان إغلاق كل المؤسسات والإدارات بالبلاد، كما استجاب أردنيون لدعوات «إضراب من أجل غزة».

يأتى هذا التحرك تلبية لحراك عالمى ودعوات واسعة أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت اسم «إضراب من أجل غزة» (Strike For Gaza)، للضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها.

كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إقليم الأردن، الإثنين، يوم إضراب عام وشامل، بينما تصدّر اسم «إضراب من أجل غزة» خلال اليومين الماضيين قائمة الأكثر انتشارًا عبر منصة «إكس»، حيث دعا ناشطون ومغردون بشكل واسع إلى إضراب عالمى نصرةً لقطاع غزة الذي يعانى من القصف الهمجى المستمر منذ أكثر من شهرين.

وبصرف النظر عن درجة نجاح هذا التحرك أو قدرته على وقف العدوان الإسرائيلى، إنما من المؤكد أنه يعيد الاعتبار لأحد أشكال الكفاح المدنى والشعبى، الذي كثيرا ما استهان به البعض لصالح شكل واحد وهو الكفاح المسلح، في حين أن تجارب التحرر الوطنى الناجحة هي التي مزجت بين الاثنين (المدنى والعسكرى)، وفى بعض الحالات الاستثنائية مثل الهند تبنى قائدها غاندى الكفاح السلمى فقط.

والمعروف أنه منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في مايو ١٩٦٤، وخيار المقاومة المسلحة والعمليات الفدائية كان تقريبا هو الخيار الوحيد، وتغير الحال مع تحركات الداخل الفلسطينى، سواء بين عرب ٤٨ الذين يعيشون في فلسطين التاريخية أو بين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضى المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد جاءت انتفاضة الحجارة في ١٩٨٧ لتؤسس لنمط جديد من المقاومة المدنية والشعبية، واجه فيها أطفال فلسطين بصدورهم العارية الدبابات الإسرائيلية، وطافت مئات الصور الملهمة عن نضال الشعب الفلسطينى مختلف دول العالم، في ظل تعاطف ودعم دولى غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية.

وقد ساهمت انتفاضة الحجارة في فتح مسار سياسى جديد وغير مسبوق منذ النكبة في عام ١٩٤٨، وتم التوقيع على اتفاق أوسلو في ١٩٩٣، وسمح بعودة منظمة التحرير إلى قطاع غزة والضفة الغربية وإقامة السلطة الفلسطينية، ووعد بتحويل الحكم الذاتى الذي ناله الفلسطينيون في مناطق (أ) و(ب) بالضفة الغربية مع قطاع غزة إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهو المسار الذي أجهضته السياسات الاستيطانية الإسرائيلية.

يقينًا، الكفاح المدنى لم يغب عن نضال الشعب الفلسطينى، وإن إعادة الاعتبار له محليًّا وعالميًّا أمر مطلوب؛ لأنه سيكون من شأنه تقديم مزيد من الدعم للقضية الفلسطينية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفاح المدني الكفاح المدني



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon