توقيت القاهرة المحلي 18:12:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتباكات حزب الله

  مصر اليوم -

اشتباكات حزب الله

بقلم - عمرو الشوبكي

شهد الجنوب اللبنانى اشتباكات جديدة، أمس، بين حزب الله والجيش الإسرائيلى، وفتح مرة أخرى النقاش حول إمكانية اندلاع مواجهة شاملة بين الجانبين، خاصة بعد التحذيرات المتتالية التي أطلقها قادة إسرائيليون وغربيون حول مخاطر الوضع في لبنان.

وقد دخل حزب الله في مواجهة محسوبة مع إسرائيل صممها لكى لا تتحول لحرب شاملة، استنزف فيها جانبًا من القوة الإسرائيلية ودفع ثمنها بسقوط حوالى 100 شهيد من عناصره غير عشرات المنازل التي دمرت في الجنوب اللبنانى.

ورغم أن حزب الله يعتبر جزءًا من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وتحالفه الوثيق معها واضح ومعلن، إلا أنه أخذ بعين الاعتبار الواقع اللبنانى الذي يرى بمختلف طوائفه وأحزابه أن البلد غير مؤهل لخوض حرب ضد إسرائيل، يدمر فيها ما تبقى من مؤسساته شبه المنهارة ويعمق من أزماته الاقتصادية. إن هناك تيارًا يعتد به داخل البيئة الشيعية الحاضنة لحزب الله لا يرغب في الدخول في حرب مع إسرائيل تدمر فيها قرى الجنوب وتهدم الضاحية الجنوبية ويضاف آلاف الشهداء المدنيين إلى مسلسل الشهداء في فلسطين، كما أن الغالبية العظمى من أبناء الطوائف الأخرى لا يريدون حاليًا حربًا مع إسرائيل، أما إيران فلازالت حتى الآن غير راغبة في حرب شاملة مع الدولة العبرية، كل هذا يعرفه حزب الله، بما يعنى أنه أمر إيجابى أن يأخذ بعين الاعتبار واقع بيئته اللبنانية، لأنه لم يفعل ذلك في 2006، ثم تورط بالسلاح في الصراع السياسى الداخلى في لبنان وسوريا، وهى كلها أمور أفقدته جانبًا من رصيده.

انتقد البعض حزب الله لأنه لم يدخل في حرب مع إسرائيل تضامنًا مع غزة والمقاومة الفلسطينية، والمؤكد أنه كان سينتقد بقسوة أشد لو دخل في مواجهة شاملة مع إسرائيل، فكانت ستنهال عليه السهام من كل جانب بالقول إنه ورط لبنان ودمره في حرب لا يرى الغالبية العظمى من اللبنانيين، أنهم مضطرون مثل باقى الدول العربية للدخول فيها. إن شعار وحدة ساحات المقاومة، الذي رفعه حزب الله، ثبت بالدليل العملى أنه ليس واحدًا، وإن حسابات كل ساحة مختلفة عن الأخرى، وأنه من المهم أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح كل شعب وتقديراته، فالغالبية العظمى من أبناء الشعوب العربية ترغب في دعم فلسطين حتى النهاية، اقتصاديًا وسياسيًا وقانونيًا، ولكنها لا ترغب حاليًا في الدخول بحرب شاملة مع إسرائيل.

حسابات حزب الله هذه المرة ليست خاطئة، والاستنزاف الذي يمارسه في مواجهة الجيش الإسرائيلى أبقى جزءا مهما منه في الجنوب اللبنانى ومنعه من الذهاب إلى غزة، وفى نفس الوقت لم يورط لبنان حتى الآن في حرب شاملة مدمرة. ستبقى مشكلة هذا الوضع أنه قابل للانفجار لخطأ في الحسابات وليس بسبب وجود قرار بالحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباكات حزب الله اشتباكات حزب الله



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon