توقيت القاهرة المحلي 14:03:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوليو والوحدة العربية

  مصر اليوم -

يوليو والوحدة العربية

بقلم - عمرو الشوبكي

مر ٧١ عامًا على قيام ثورة ٢٣ يوليو وبفضلها تأسس النظام الجمهورى وتحررت مصر من الاستعمار وقادت تجارب التحرر الوطنى في العالم العربى والعالم الثالث.

وقد تبنت ثورة يوليو وقائدها جمال عبدالناصر مشروع الوحدة العربية، ورفعت رايات القومية العربية من المحيط إلى الخليج، ومع ذلك فشلت تجربة الوحدة الوحيدة بين مصر وسوريا (١٩٥٨: ١٩٦١) ولم تنجح أي تجربة أخرى للوحدة العربية.

والحقيقة أن السؤال المطروح بعد مرور كل هذا السنوات لماذا تعثرت تجارب الوحدة العربية ونجحت تجربة الاتحاد الأوروبى مثلا؟.

الحقيقة أن نجاح التجربة الأوروبية يرجع أساسًا لكونها صنعت وحدتها عبر عملية تدرجية كما ذكر وزير الخارجية الفرنسية الراحل روبرت شومان أن «أوروبا لن تصنع بدفعة واحدة»، وببناء تكتل موحد، إنما من خلال إنجازات واقعية، تخلق أولًا «تضامن الواقع»، فالدول الأوروبية التي عادت لتحصل على سيادتها كاملة بعد الحرب العالمية الثانية، يجب ألا تتركها بصورة فورية لصالح وحدة فيدرالية أوروبية، إنما يجب أن تتعود على التخلى الطوعى عن بعض جوانب سيادتها في بعض القضايا.

وعليه لم يكن غريبًا أن تبدأ رحلة الوحدة الأوروبية من خلال التوقيع على اتفاقية الفحم والقصدير بين عدد من الدول الأوروبية في 18 إبريل 1951 في العاصمة الفرنسية باريس، وكان الهدف هو تسهيل الاستثمار في هذا المجال، وأيضًا حرية حركة رأس المال والعمالة لكى تعتاد الدول الأوروبية الثلاث التي وقعت على هذه الاتفاقية على الاستثمار المتبادل، وعلى الحركة الحرة لرأس المال، ثم تطورت بعد ذلك نحو الوحدة الاقتصادية والسياسية من خلال صيغة الاتحاد الأوروبى.

وقد انطلقت تجربة الاتحاد الأوروبى على عكس الخبرة التي راجت في العالم العربى في ستينيات القرن الماضى، من الواقع العملى، ولم ترفع شعارات «الأخوة الأوروبية» أو «المصير والتاريخ الأوروبى المشترك»، إنما اعترفت بأن بينها تباينات، واعتبرت أن التعامل الواقعى معها هو نقطة الانطلاق لتأسيس مشروع الوحدة الأوروبية.

مطلوب بعد مرور ٧١ عاما على قيام ثورة يوليو ٥٢، والتى كانت التجربة الأكثر إخلاصًا لقضية الوحدة العربية، أن تعرف أسباب عدم تحقق الوحدة ولو بالمعنى الأوروبى، وأيضًا أسباب فشل تجربة الوحدة اليتيمة التي تبنتها ثورة يوليو، وهى تجرية الوحدة المصرية السورية، فرغم اكتمال كثير من المعايير السياسية لهذه التجربة، ومنها الشعبية الهائلة لجمال عبدالناصر في مصر وسوريا، إلا أن تجاهلها لتفاصيل للواقع والتعامل مع الشعبين كأنهما شعب واحد وكيان واحد في أمة عربية واحدة جزأها الاستعمار، أدى بمشروع الوحدة أن يبدو وكأنه «قرار فوقى»، ما لبث أن انهار.

يحسب لثورة يوليو رفعها لشعار صحيح وهو الوحدة العربية، ولكن مطلوب الآن مراجعة ما جرى في الخبرة التاريخية واستخلاص العبر والدروس من أجل المستقبل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوليو والوحدة العربية يوليو والوحدة العربية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد
  مصر اليوم - كريم محمود عبد العزيز يصدم النساء برأيه في فيلمه الجديد

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon