توقيت القاهرة المحلي 21:32:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوليو والوحدة العربية

  مصر اليوم -

يوليو والوحدة العربية

بقلم - عمرو الشوبكي

مر ٧١ عامًا على قيام ثورة ٢٣ يوليو وبفضلها تأسس النظام الجمهورى وتحررت مصر من الاستعمار وقادت تجارب التحرر الوطنى في العالم العربى والعالم الثالث.

وقد تبنت ثورة يوليو وقائدها جمال عبدالناصر مشروع الوحدة العربية، ورفعت رايات القومية العربية من المحيط إلى الخليج، ومع ذلك فشلت تجربة الوحدة الوحيدة بين مصر وسوريا (١٩٥٨: ١٩٦١) ولم تنجح أي تجربة أخرى للوحدة العربية.

والحقيقة أن السؤال المطروح بعد مرور كل هذا السنوات لماذا تعثرت تجارب الوحدة العربية ونجحت تجربة الاتحاد الأوروبى مثلا؟.

الحقيقة أن نجاح التجربة الأوروبية يرجع أساسًا لكونها صنعت وحدتها عبر عملية تدرجية كما ذكر وزير الخارجية الفرنسية الراحل روبرت شومان أن «أوروبا لن تصنع بدفعة واحدة»، وببناء تكتل موحد، إنما من خلال إنجازات واقعية، تخلق أولًا «تضامن الواقع»، فالدول الأوروبية التي عادت لتحصل على سيادتها كاملة بعد الحرب العالمية الثانية، يجب ألا تتركها بصورة فورية لصالح وحدة فيدرالية أوروبية، إنما يجب أن تتعود على التخلى الطوعى عن بعض جوانب سيادتها في بعض القضايا.

وعليه لم يكن غريبًا أن تبدأ رحلة الوحدة الأوروبية من خلال التوقيع على اتفاقية الفحم والقصدير بين عدد من الدول الأوروبية في 18 إبريل 1951 في العاصمة الفرنسية باريس، وكان الهدف هو تسهيل الاستثمار في هذا المجال، وأيضًا حرية حركة رأس المال والعمالة لكى تعتاد الدول الأوروبية الثلاث التي وقعت على هذه الاتفاقية على الاستثمار المتبادل، وعلى الحركة الحرة لرأس المال، ثم تطورت بعد ذلك نحو الوحدة الاقتصادية والسياسية من خلال صيغة الاتحاد الأوروبى.

وقد انطلقت تجربة الاتحاد الأوروبى على عكس الخبرة التي راجت في العالم العربى في ستينيات القرن الماضى، من الواقع العملى، ولم ترفع شعارات «الأخوة الأوروبية» أو «المصير والتاريخ الأوروبى المشترك»، إنما اعترفت بأن بينها تباينات، واعتبرت أن التعامل الواقعى معها هو نقطة الانطلاق لتأسيس مشروع الوحدة الأوروبية.

مطلوب بعد مرور ٧١ عاما على قيام ثورة يوليو ٥٢، والتى كانت التجربة الأكثر إخلاصًا لقضية الوحدة العربية، أن تعرف أسباب عدم تحقق الوحدة ولو بالمعنى الأوروبى، وأيضًا أسباب فشل تجربة الوحدة اليتيمة التي تبنتها ثورة يوليو، وهى تجرية الوحدة المصرية السورية، فرغم اكتمال كثير من المعايير السياسية لهذه التجربة، ومنها الشعبية الهائلة لجمال عبدالناصر في مصر وسوريا، إلا أن تجاهلها لتفاصيل للواقع والتعامل مع الشعبين كأنهما شعب واحد وكيان واحد في أمة عربية واحدة جزأها الاستعمار، أدى بمشروع الوحدة أن يبدو وكأنه «قرار فوقى»، ما لبث أن انهار.

يحسب لثورة يوليو رفعها لشعار صحيح وهو الوحدة العربية، ولكن مطلوب الآن مراجعة ما جرى في الخبرة التاريخية واستخلاص العبر والدروس من أجل المستقبل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوليو والوحدة العربية يوليو والوحدة العربية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 20:02 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل
  مصر اليوم - فصائل عراقية تتبنى هجوماً بطائرات مسيّرة على جنوب إسرائيل

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 21:17 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض
  مصر اليوم - النائبة الديمقراطية إلهان عمر تحذر من عودة ترامب للبيت الأبيض

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 01:41 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 09:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم باللون الزهري بدرجاته المختلفة

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 08:19 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 05:45 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

الأهلي يواجه سبورتنج في سوبر اليد الليلة

GMT 10:33 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أفضل 10 فنادق عائلية في جزر المالديف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon