توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحل ليس بالسلاح

  مصر اليوم -

الحل ليس بالسلاح

بقلم: عمرو الشوبكي

عادت الاشتباكات المسلحة لتضرب العاصمة الليبية طرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وأخرى محسوبة على رئيس الحكومة المكلف فتحى باشاغا لتخلف ٣٢ قتيلًا و١٦٠ مصابًا، وهى أرقام قابلة للارتفاع.

وكما سبق أن ذكرنا فى ٢٠١٩ باستحالة دخول قوات حفتر مدينة طرابلس رغم القوة النسبية التى تمتع بها، وانقسام القوات المسيطرة على طرابلس إلى ميليشيات وكتائب قادها رئيس الحكومة السابق فايز السراج، فإن القوات الموالية لباشاغا لن تستطيع هى الأخرى السيطرة على طرابلس سواء عبر ميليشيات موجودة داخل المدنية أو أخرى قادمة من خارجها.

والمؤكد أن طبيعة هذا النوع من الصراعات التى تستند فيها القوات المتحاربة على قاعدة اجتماعية لها بُعد مناطقى وقبلى، لا يمكن حسمها بالقوة المسلحة والمعادلات الصفرية، إنما بالتفاهمات السياسية والمجتمعية.

ولذا فإن ما توقعناه لمحاولة خليفة حفتر منذ ثلاث سنوات، واختلف معنا البعض، نعيده مرة أخرى مع محاولة قوات محسوبة على فتحى باشاغا السيطرة على طرابلس عبر القوة المسلحة بأنها أيضًا ستفشل، وأن الأنباء التى ترددت عن وجود أرتال عسكرية موالية له تتجه نحو العاصمة ستكون نتائجها كارثية فى حال دخلت فى مواجهة جديدة مع القوات الحكومية الموجودة فى طرابلس.

والحقيقة أن خطورة ما يجرى فى ليبيا أنه تكرار لتجارب سابقة فاشلة، وفى نفس الوقت سيُضعف من مكانة فتحى باشاغا، الذى كان أحد مرشحى الانتخابات الرئاسية التى لم تجْرِ، فكما أضعف هجوم طرابلس خليفة حفتر من أن يكون مشروع رئيس قادر على حكم البلاد، فإن أى مغامرة عسكرية جديدة لرئيس الحكومة المكلف للسيطرة على العاصمة ستُضعف تمامًا من فرصه لكى يصبح أحد القادة المرشحين لقيادة ليبيا.

والغريب أن باشاغا يمتلك مهارات سياسية، ودعمًا عسكريًّا ومناطقيًّا كبيرًا (من مصراتة)، وقام فى نهاية العام الماضى بزيارة جريئة للمشير خليفة حفتر فى الشرق الليبى رغم أنه كان من أشد معارضيه وواجه قواته أثناء هجومها فى ٢٠١٩، كما أنه حافظ على قنوات اتصال مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية، ومع ذلك فإنه يكرر نفس محاولات الفشل السابقة ويعمق الجراح داخل المجتمع الليبى.

والمؤكد أن أداء الحكومة الليبية الحالية كان مُخيِّبًا لآمال قطاع واسع من الشعب الليبى، وأن رفضها أو تغييرها يتم بأدوات سياسية وليس مسلحة، وأن استخدام باشاغا أدوات عسكرية لن ينجح وسيخصم من رصيده.

قد تفتح هذه المواجهات التى خسر فيها الجميع الباب أمام عودة أكثر قوة وخشونة للحلول السياسية، فكما أدت حرب ٢٠١٩ إلى تأسيس ملتقى الحوار السياسى فى جنيف، والذى أنتج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، فإن المواجهات الفاشلة الحالية قد تفرز مسارًا سياسيًّا جديدًا سيتمثل فى التوافق على قاعدة دستورية تجرى على أساسها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل ليس بالسلاح الحل ليس بالسلاح



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon