توقيت القاهرة المحلي 20:59:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدلب: المعركة المؤجلة

  مصر اليوم -

إدلب المعركة المؤجلة

بقلم - عمرو الشوبكي

نجح اجتماع سويتشى بين بوتين وأردوجان فى تأجيل معركة استعادة إدلب من قبل النظام السورى وإيقاف معركة الحسم التى رتبها بعد أن أعد العدة لاقتحام المدينة بدعم جوى روسى.

ويوجد فى إدلب 10 آلاف عنصر من تنظيمى داعش والقاعدة الإرهابيين، وحوالى 40 ألفا من عناصر المعارضة المسلحة من الجيش الحر المدعوم مباشرة من تركيا، وكلاهما مزروعان وسط 3 ملايين مدنى.

وقد توافقت تركيا وروسيا على وضع استراتيجية لعزل مقاتلى القاعدة وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) أولا عن المدنيين، ثم بعد ذلك عن باقى الفصائل المسلحة حتى يتم استهدافها والقضاء عليها، وأعلنت تركيا استعدادها المشاركة فى العملية العسكرية، واعتبرت هيئة تحرير الشام، التى سبق أن دعمتها، أنها منظمة إرهابية فى إدلب.

والحقيقة أن هناك إصرارا سوريا روسيا على ضرورة تصفية البؤر الإرهابية فى إدلب واستعادتها بالكامل حتى لو كان على حساب عشرات الآلاف من المدنيين يعيشون فى داخل المدينة المنكوبة.

ونقل القادة الروس لعدد من أعضاء الفريق الأممى، الذى يقوده «ديمستورا»، حجة تقول: إنه حين كانت الولايات المتحدة تدعم استعادة القوات العراقية للموصل لم يعترض العالم ولم يتحدث عن المدنيين، فى حين أن العالم الآن قلب الدنيا على إدلب لأن روسيا هى التى تدعم الهجوم.

والمؤكد أن المنظومة العالمية لديها تحيزات لصالح الغرب وأمريكا، ولكن هذا لا يعنى التعامل مع المدنيين فى أى مكان بهذا القدر من الاستباحة، خاصة أن عدد سكان إدلب هو الأكبر بين كل المدن التى تمت استعادتها مؤخرا فى العراق وسوريا.

والحقيقة أن أخذ التنظيمات المسلحة والإرهابية المدنيين كرهائن والاختباء خلف النساء والأطفال جريمة حرب مكتملة الأركان، مثلها مثل خطط استعادة تلك المدن على يد القوات الحكومية وداعميها دون إعارة أدنى اهتمام لحجم الضحايا المدنيين.

والحقيقة أن الاتفاق التركى- الروسى ليس هدفه فقط حماية المدنيين، إنما من الوارد أن يكون له تداعيات سياسية مهمة وخطيرة، فوجود منطقة منزوعة السلاح فى إدلب سيجعل انتصار النظام منقوصا وسيضعف من خطاب السيادة الكاملة والتحرير الذى يروجه كل يوم، لأنه سيعنى عمليا اقتطاع جانب من الأراضى السورية ووضعه تحت الحماية التركية والروسية.

والحقيقة أن الهدف التركى الحقيقى وراء توقيع تلك الاتفاقية يختلف عن الهدف الروسى، (ولذا من الوارد التعارض)، لأنه سيعتبر ذلك خطوة من أجل إضعاف النظام قد تمهد فى المستقبل لإسقاطه، فى حين أن التحدى الحقيقى الذى تواجهه تركيا هو فى قدرتها على إحداث هذا الفصل بين الجماعات الإرهابية والمدنيين، وهو أمر ليس بالسهل وأمامه تعقيدات كثيرة.

معركة إدلب مؤجلة وطبيعتها وحدودها متوقفة على النجاح فى القضاء على التنظيمات الإرهابية حتى يمكن حماية المدنيين وتجنب سوريا دماء جديدة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب المعركة المؤجلة إدلب المعركة المؤجلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:09 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تخفيضات تصل إلى 50% في أحد المتاجر الكبيرة في 6 أكتوبر

GMT 05:21 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الكشف عن مسببات جديدة تعزز من النوبات القلبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon