توقيت القاهرة المحلي 01:06:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استنزاف روسيا

  مصر اليوم -

استنزاف روسيا

بقلم: عمرو الشوبكي

استنزاف روسيا أو إضعافها بات أحد الأهداف الغربية الأمريكية من الحرب فى أوكرانيا، فإعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن صفقة سلاح لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار يعنى أن الحرب ستطول (نسبيًّا) ليس بهدف انتصار أوكرانيا واستعادة إقليم القرم الذى ضمته روسيا، إنما لاستنزافها عسكريًّا والضغط عليها اقتصاديًّا.
والحقيقة أن هذه الصفقة تُعتبر الحزمة الـ19 من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، وستشمل صواريخ دقيقة والمزيد من صواريخ جافلين وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة ومدفعية ومُعَدات لإزالة الألغام. وتهدف كما قال البنتاجون «إلى مساعدة كييف على إحداث تحول فى سير المعارك واستعادة الأراضى التى احتلتها القوات الروسية».

واللافت هو ما ذكره مؤخرًا مسؤول رفيع فى البنتاجون بأن هذه المساعدات أدت إلى توقف القوات الروسية عن التقدم، وقدرتها على ضرب مواقع روسية بدقة، وخاصة مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة، كما جرى مع المطار الروسى ومنشآت أخرى فى عمق شبه جزيرة القرم.

ويظل حصول أوكرانيا على صواريخ أمريكية متطورة تستطيع أن تضرب بها العمق الروسى أمرًا مقلقًا، حتى لو تعهدت بألّا تقوم بذلك لأن مسار كثير من المواجهات فى الماضى انتقل من السيئ إلى الأسوأ لأخطاء فى الحسابات، فاستهداف العمق الروسى ولو بالخطأ سيجعل رد روسيا عنيفًا، وقد يدفعها إلى تجاوز الخطوط الحمراء الضابطة لهذه الحرب، ويجعل تخوف الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص انتقال المعارك أو الصواريخ والقنابل الطائشة إلى مفاعل «زاباروجيا» حقيقة.

صحيح أن روسيا سيطرت فى هذه الحرب على 20% من الأراضى الأوكرانية، ومنها مدن استراتيجية داخل الأراضى الأوكرانية مثل مدينة «ليمان» وقبلها «ماريوبول»، التى تربط بين روسيا ومنطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، لتُحكم سيطرتها على بحر آزوف، وباتت قريبة من السيطرة الكاملة على إقليم الدونباس المرتبط جزء كبير من سكانه ثقافيًّا ولغويًّا بروسيا، وأن هناك صعوبة فى نجاح أوكرانيا فى استعادة أى من هذه الأراضى التى سيطرت عليها روسيا، حتى لو ضاعف الغرب دعمه العسكرى لها، واستمر فى عقوباته الاقتصادية التى يتضرر منها الجميع، إلا أن الهدف بدا واضحًا، وهو إضعاف روسيا واستنزافها عسكريًّا، وجعلها «عبرة» لأى دولة تفكر فى تكرار ما فعلته روسيا.

بالمقابل، هناك قدرة روسيا على الاحتفاظ بالأرض التى سيطرت عليها، رغم الدعم العسكرى الأمريكى لأوكرانيا، بجانب صمود اقتصادها وقدرته على مواجهة العقوبات الغربية حتى نهاية العام الحالى، وهو الموعد الذى حدده قادة الاتحاد الأوروبى للاستغناء عن النفط الروسى الخام، فيما عُرف بـ«الحزمة السادسة للعقوبات».

استنزاف روسيا وليس هزيمتها بات هدفًا وليس تكتيكًا، وتوقف الحرب فى نهاية العام سيعنى أن الجميع استُنزف وليس فقط روسيا، أما استمرارها إلى ما بعد ذلك فسيعنى أن استنزاف روسيا سيصبح أكبر من الآخرين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنزاف روسيا استنزاف روسيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon