توقيت القاهرة المحلي 17:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استنزاف روسيا

  مصر اليوم -

استنزاف روسيا

بقلم: عمرو الشوبكي

استنزاف روسيا أو إضعافها بات أحد الأهداف الغربية الأمريكية من الحرب فى أوكرانيا، فإعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن صفقة سلاح لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار يعنى أن الحرب ستطول (نسبيًّا) ليس بهدف انتصار أوكرانيا واستعادة إقليم القرم الذى ضمته روسيا، إنما لاستنزافها عسكريًّا والضغط عليها اقتصاديًّا.
والحقيقة أن هذه الصفقة تُعتبر الحزمة الـ19 من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، وستشمل صواريخ دقيقة والمزيد من صواريخ جافلين وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مُسيَّرة ومدفعية ومُعَدات لإزالة الألغام. وتهدف كما قال البنتاجون «إلى مساعدة كييف على إحداث تحول فى سير المعارك واستعادة الأراضى التى احتلتها القوات الروسية».

واللافت هو ما ذكره مؤخرًا مسؤول رفيع فى البنتاجون بأن هذه المساعدات أدت إلى توقف القوات الروسية عن التقدم، وقدرتها على ضرب مواقع روسية بدقة، وخاصة مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة، كما جرى مع المطار الروسى ومنشآت أخرى فى عمق شبه جزيرة القرم.

ويظل حصول أوكرانيا على صواريخ أمريكية متطورة تستطيع أن تضرب بها العمق الروسى أمرًا مقلقًا، حتى لو تعهدت بألّا تقوم بذلك لأن مسار كثير من المواجهات فى الماضى انتقل من السيئ إلى الأسوأ لأخطاء فى الحسابات، فاستهداف العمق الروسى ولو بالخطأ سيجعل رد روسيا عنيفًا، وقد يدفعها إلى تجاوز الخطوط الحمراء الضابطة لهذه الحرب، ويجعل تخوف الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص انتقال المعارك أو الصواريخ والقنابل الطائشة إلى مفاعل «زاباروجيا» حقيقة.

صحيح أن روسيا سيطرت فى هذه الحرب على 20% من الأراضى الأوكرانية، ومنها مدن استراتيجية داخل الأراضى الأوكرانية مثل مدينة «ليمان» وقبلها «ماريوبول»، التى تربط بين روسيا ومنطقة الدونباس وشبه جزيرة القرم، لتُحكم سيطرتها على بحر آزوف، وباتت قريبة من السيطرة الكاملة على إقليم الدونباس المرتبط جزء كبير من سكانه ثقافيًّا ولغويًّا بروسيا، وأن هناك صعوبة فى نجاح أوكرانيا فى استعادة أى من هذه الأراضى التى سيطرت عليها روسيا، حتى لو ضاعف الغرب دعمه العسكرى لها، واستمر فى عقوباته الاقتصادية التى يتضرر منها الجميع، إلا أن الهدف بدا واضحًا، وهو إضعاف روسيا واستنزافها عسكريًّا، وجعلها «عبرة» لأى دولة تفكر فى تكرار ما فعلته روسيا.

بالمقابل، هناك قدرة روسيا على الاحتفاظ بالأرض التى سيطرت عليها، رغم الدعم العسكرى الأمريكى لأوكرانيا، بجانب صمود اقتصادها وقدرته على مواجهة العقوبات الغربية حتى نهاية العام الحالى، وهو الموعد الذى حدده قادة الاتحاد الأوروبى للاستغناء عن النفط الروسى الخام، فيما عُرف بـ«الحزمة السادسة للعقوبات».

استنزاف روسيا وليس هزيمتها بات هدفًا وليس تكتيكًا، وتوقف الحرب فى نهاية العام سيعنى أن الجميع استُنزف وليس فقط روسيا، أما استمرارها إلى ما بعد ذلك فسيعنى أن استنزاف روسيا سيصبح أكبر من الآخرين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنزاف روسيا استنزاف روسيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 16:25 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

منى زكي تستعد لمشروع سينمائي جديد مع النجم عمرو يوسف
  مصر اليوم - منى زكي تستعد لمشروع سينمائي جديد مع النجم عمرو يوسف

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 09:13 2023 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

بلماضي يعلن أن الجزائر في مرحلة بناء منتخب قوي

GMT 20:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسي يبحث القضايا الإقليمية مع نظيره القبرصي

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع عادل إمام

GMT 01:03 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

تقارير تؤكد أن لقاح كورونا يسبب العدوى أيضًا

GMT 08:57 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 22تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 07:50 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الحديد في مصر اليوم الأربعاء 7 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 00:27 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميناء دمياط يستقبل 8 سفن للحاويات والبضائع العامة

GMT 02:36 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

بريطانيا تحذر من موجة ثالثة لكورونا

GMT 09:11 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

20 مؤشرًا لصناعة الغاز الطبيعي خلال عام

GMT 03:30 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

موريتانيا تسجل 171 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon