بقلم - عمرو الشوبكي
انتهت الجولة العاشرة من مفاوضات الأستانة حول سوريا، واختتمت أعمالها أول أمس الأول فى منتجع سوتشى الروسى، وحضره ممثلون روس وإيرانيون وأتراك بجانب ممثلين عن النظام السورى ومعظم فصائل المعارضة، وفى غياب كامل لأى دولة عربية.
ورغم أن هذه الجولة لم تنجح مثل سابقتها فى تقديم حلول ناجعة للأزمة السورية، والتوصل إلى قرارات حول الملفات الأساسية كوقف إطلاق النار، والمعتقلين فى سجون النظام، كما لم يتطرق البيان الختامى إلى مستقبل إدلب، إلا أن الروس أكدوا أنه لا هجوم واسعا عليها، وتم ترحيل ملفّ تشكيل لجنة صياغة الدستور إلى اجتماع يعقد الشهر المقبل فى جنيف، وكان لافتاً طرح موضوع الوجود الإيرانى فى سوريا لأول مرة خلال مفاوضات أستانة، كذلك مسألة إعادة اللاجئين إلى البلاد بناء على طرح المعارضة وبدعم تركى.
بالمقابل، كانت هناك نقاط توافق ونجاحات محدودة فى بعض النقاط، فقد توافق المشاركون فى البيان الختامى على «تحديد مفهوم مكافحة الإرهاب فى سوريا، من أجل القضاء على تنظيم داعش، وجبهة النصرة، وفقاً لتعريف مجلس الأمن» واتفقوا أيضا على الوقوف بوجه «الأجندات الانفصالية» واستكمال جهود بناء الثقة بين أطراف النزاع السورى عبر حلّ قضية المعتقلين بمساعدة الصليب الأحمر والأمم المتحدة.
واتضح حجم الدعم الذى توليه تركيا لفصائل المعارضة المسلحة المختبئة فى إدلب وقال وزير خارجيتها: إن الوفد التركى أكد أن منطقة خفض التوتر فى محافظة إدلب، عنصر أساسى فى اتفاق الأستانة، وينبغى العمل به.
كما جرى نقاش حول مستقبل الوجود الإيرانى فى سوريا، فى ظل رفض فصائل المعارضة السورية لاستمرار وجودها.
اللافت أن كل ما يتعلق بالتسوية فى سوريا نوقش فى ظل وجود ممثلين لكل دول العالم ما عدا العرب، بل إن رعاة الحرب فى سوريا حضروا جميعا ما عدا العرب أيضا، رغم أن بعضهم دعم فصائل إرهابية وتكفيرية فى سوريا، فحضرت تركيا الداعم الإقليمى الأول للمعارضة السورية وأيضا المحارب الأول فى وجه النفوذ الكردى، والتى نجحت فى هزيمته فى الشمال السورى (منطقة عفرين) والاحتفاظ بمنطقة عازلة على حدودها، وهناك رعاة النظام السورى لأسباب ودوافع مختلفة أى روسيا وإيران، الأولى لحسابات دولية وإقليمية تتعلق بصراعها على مناطق النفوذ مع أمريكا، والثانية لاعتبارات إقليمية وطائفية.
الجميع حضر وسيحضر فى أى حوار حول مستقبل سوريا الجريحة، سواء عقد فى روسيا أو جنيف ما عدا العرب فقد غابوا جميعا فى رسالة تحتاج للتأمل لأن القضية المطروحة ليست مشكلة زيمبابوى أو فنزويلا إنما هى كارثة فى بلد كان حتى وقت قريب يوصف بأنه «قلب العروبة النابض».
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع